أجاب الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوطوعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية، عن سؤال ورد إليه عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مضمونة:"يسأل بعض الناس عن حكم ما يجري في بعض الأرياف من تعيير بعضهم بعضا على البلاء في الصحة أو النفس أو الأهل الخ ؟".
ليرد مرزوق عبد الرحيم موضحا: ان هذا الأمر يحتاج إلى علاج ناجع يقوم على شقين،الأول: أن يحرم على المرء أن يعير غيره بما أصيب به في نفسه أو أهله أو ماله كما لا يجوز له أن يشمت في مصائب الناس.
الأدلة على ذلك كثيرة ويكفي أن يقرأ المسلم قوله تعالى ( ويل لكل همزة لمزة ) والويل هو العذاب في الآخرة أو هو واد في جهنم شديد الحر كما قال كثير من المفسرين .
والهمز واللمز هو العيب في الآخرين بأي صورة سواء كان ذلك أمامهم أو وراء ظهورهم ، وكل ذلك حرام .
هذا وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم غضب على من قال لأخيه يا ابن السوداء وقال له أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية الخ الحديث.
ثانيا: كيفية التعامل مع أهل البلاء - نسأل الله لنا ولكم العافية - تتمثل فيما يلي
1 - أن يتعامل الإنسان مع أهل البلاء معاملة حسنة من الإحسان إليهم والشفقة عليهم وتيسير أمورهم الخ وكل ذلك ثابت في القرآن والسنة ويكفي أن يعلم المسلم أن هذا العمل من أعظم الأعمال عند الله تعالى ( فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة ثم كان من الذين تواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة).
2 - أن يردد المسلم في نفسه هذا الدعاء عند رؤية أهل البلاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء )
تعليقات حول هذا الحديث .
( 1 ) يقول هذا الذكر في نفسه : قال الترمذي روي عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال : إذا رأى صاحب بلاء فتعوذ منه يقول ذلك في نفسه ولا يسمع صاحب البلاء .
( 2 ) من فوائد هذا الدعاء أنه يعد شكرا لتلك النعمة، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا رأى أحدكم مبتلى فقال ( الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني عليك وعلى كثير من عباده تفضيلا ) كان شكر تلك النعمة .
( 3 ) ينبغي أن يقول المسلم هذا الدعاء عند رؤية البلاء الدنيوي كالأمراض وهذا هو المشهور عند الناس .
وأيضا عند رؤية البلاء في الدين كأهل المعاصي من شرب الخمر وترك الصلاة وترك الزكاة الخ
وهذا من باب أولى .
فيجب على الانسان منا الإلتزام بتلك التوجيهات النبوية السديدة .