تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس، الموافق الخامس من شهر هاتور القبطي، بتذكار ظهور رأس القديس لُونجينوس الجُندي.
القديس لُونجينوس الجُندي
وقال كتاب السنكسار الكنسي الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين، إن رأس القديس لُونجينوس الجُندي ظهرت في مثل هذا اليوم، وكان قد تعرض للطعن جنب المخلص ( السيد المسيح) بالحربة وهو على الصليب.
وأضاف السنكسار: ولما رأي ما حدث عند الصليب من عجائب في مثل هذا اليوم خشَّعَ قلبه، وبعد القيامة أرسل له المخلص ( السيد المسيح ) بطرس الرسول فعلَّمه حقائق الإيمان المسيحي فآمن واعتمد وترك الجُندية وذهب إلى بلاد كبادوكية وبشَّر فيها بإنجيل الخلاص فحنق عليه اليهود وقدموا رشوة لبيلاطس البنطى، فوشى به عند طيباريوس قيصر وحصل منه على أمر بقطع رأسه، ثم أرسل جندياً إلى كبادوكية قطع رأس القديس لُونجينوس وأحضرها إلى بيلاطس في أورشليم، فأراها لليهود وسَرَّهم ذلك. ثم دُفن الرأس بأحد الأكوام خارج أورشليم.
وتابع السنكسار: أصيبت امرأة من الكبادوك بالعمى كانت قد آمنت بالسيد المسيح على يد القديس لُونجينوس فأخذت ابنها وقصدت أورشليم لتتبارك من قبر المخلص، وعند وصولها أورشليم مات ولدها، فأفرطت في الحزن وبينما هي نائمة في إحدى الليالي، رأت في رؤيا القديس لُونجينوس ومعه ابنها، وأرشدها إلى المكان الذي فيه رأسه وأمرها أن تحمله من هناك، فلما انتبهت فرحت وتعزت وسألت عن المكان الذي أعلمها به القديس، وحفرت في الأرض فخرجت رائحة بخور زكية، ولما وصلت إلى الرأس لمع منها نور فانفتحت عيناها وأبصرت في الحال، ومجَّدت السيد المسيح، وقبّلت الرأس وطيبته ووضعته مع جسد ابنها وعادت بهما إلى بلادها.
كتاب السنكسار الكنسي
جدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
والسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.