ورثتها عن أبيها وأجدادها، فقررت أن تعيش في جلباب حرفتهم التي تعلمتها منذ نعومة أظافرها، واحترفتها في سن مبكرة، لتكمل مسيرة عائلتها في صنع منتجات خوص النخيل، وتبيعها للتجار والراغبين في اقتنائها بنطاق مركز نجع حمادى شمال قنا.
صناعة منتجات خوص النخيل" مقاطف، قفف"، رغم متاعبها التي تحتاج إلى الجلوس لفترات طويلة على الأرض، مع احتياجها لتركيز ودقة شديدة، لضمان إنهاء المنتج المطلوب خلال وقت مناسب، إلا أنها تمثل عشق للكثير من العاملين بها، كونها تبرز قدراتهم الإبداعية والفنية في عمل رسومات وأشكال مميزة لمنتجات الخوص.
"رضية علو" رغم دخولها نهاية العقد السادس من عمرها، لم تعبأ بالسن أو الظروف الصحية التي تتراجع يوماً بعد يوم، نظراً للطبيعة الكونية التي تنال من كل البشر مع تقدم أعمارهم، فأمامها احتياجات ومتطلبات يومية، لن يوفرها غيرها، لذا قررت أن تعكف يومياً على هذه الحرفة البسيطة لتلبى من خلالها احتياجاتها اليومية البسيطة لأى أسرة ريفية في صعيد مصر.
عشت في جلباب أبى
قالت رضية أحمد سليم عليو" 60 عاماً"، أعمل في حرفة منتجات الخوص منذ الصغر، حيث وجدت نفسى أعيش وسط أكوام الخوص التي كان يحضرها والدى لعمل " المقاطف والقفف" ومن قبله جدى، فكنت أساعدهم في البداية بعمل أجزاء معينة، إلى أن أصبحت مسئولة عن انتاج المنتج بالكامل، ومن وقتها وأنا في هذه الحرفة التي لا أجيد غيرها.
وأضافت عليو، لم أذهب للمدرسة مثل بقية البنات، لكن كانت لى حياتى الخاصة وحرفتى التي تعلمت منها الكثير، وأفنيت فيها عمرى، حتى أتمكن من تلبية الاحتياجات المعيشية لى ولأسرتى، التي يعمل معظمها في هذه الحرفة داخل منزلنا، لعدم احتياجها لمكان مثل الحرف الأخرى، وهو ما يجعلها مناسبة لمن في مثل ظروفنا سواء السن أو مستوى التعليم.
أكثر منتجاتنا النخيل والمقاطف
وأشارت عليو، إلى أن أكثر المنتجات التي تنتجها من خوص النخيل" المقاطف، والقفف" والتي تستخدم في تعبئة البلح والفواكه المتنوعة، ما يجعلها ترتبط بمواسم معينة، بجانب استخدامها من قبل بعض الأسر في الأرياف والقرى، لكنها لم تعد كما كانت من قبل، فالمنتجات البلاستك ساهمت في القضاء على منتجاتنا الطبيعية.
وأوضحت عليو، بأن خوص النخيل منه أبيض وأخضر، ولكل منهما استخدام خاص وطريقة معينة في العمل، ويصل سعر المقطف إلى 30 جنيه بعد يومين أو ثلاثة من العمل، حيث يمر بمراحل" فتل، عمل ودان، خياطة" حتى يصل للشكل النهائي البسيط، وذلك بعد شراء الخوص من أصحاب النخيل، ومروره بعمليات تجفيف وتفصيص، ووضع في الماء.