تحل اليوم ذكرى ميلاد مارتن لوثر، الراهب واللاهوتي الألماني الذي كان له دور بارز في إطلاق حركة الإصلاح الديني بأوروبا بعد اعتراضه على بيع صكوك الغفران.
يعد لوثر أحد أبرز الشخصيات التي تحدت سلطة الكنيسة الكاثوليكية وأسهمت في إحداث تغييرات جذرية في العقيدة المسيحية آنذاك.
نقطة التحول: رسالته الشهيرة في 1517
في عام 1517، أصدر لوثر وثيقته الشهيرة المعروفة بـ”95 نقطة”، والتي تضمنت اعتراضات جريئة على بيع الكنيسة لصكوك الغفران ورفضه لسلطة البابا في منح “العفو عن الخطايا”. وأمام ضغوط شديدة من البابا ليون العاشر وإمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة، شارل الخامس، رفض لوثر التراجع عن مواقفه، مما أدى إلى نفيه وحرمانه كنسيًا، وتصنيف آرائه كهرطقة دينية.
بداية الكنيسة اللوثرية
رغم الصعوبات، نجح لوثر في التخفي وأسس الكنيسة اللوثرية، التي نالت دعم بعض الأمراء الألمان وسرعان ما انتشرت أفكاره الإصلاحية لتحدث تحولًا هائلًا في أوروبا.
حياته الشخصية والرهبنة
عانى لوثر من حادثة شكلت نقطة تحول كبيرة في حياته، إذ تعرض لصاعقة عام 1505 أثناء عاصفة رعدية، مما جعله يتخذ نذر الرهبنة من شدة خوفه من الموت والدينونة. ترك الجامعة، وباع كتبه، وانضم إلى دير القديس أغسطينوس في إرفورت، مما أثار غضب والده الذي رأى في ذلك تضحية بمستقبله التعليمي الواعد.
كرس لوثر نفسه للحياة الرهبانية من خلال الصوم، والصلاة لساعات طويلة، والاعتراف المتكرر. وصف هذه الفترة بأنها فترة “يأس روحي”، حيث شعر بوجود فجوة بينه وبين المسيح. ومع ذلك، في عام 1507، تم ترسيمه كاهنًا، وأخذ في الصعود في السلم التعليمي واللاهوتي، حتى حصل على درجة الدكتوراه عام 1512 وبدأ تدريس اللاهوت في جامعة فيتنبرج، حيث بقي حتى وفاته، مساهمًا بكتاباته وأفكاره في إحداث ثورة دينية غيرت مجرى التاريخ الأوروبي.