الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- كشف عن طريقة مضمونة لفض أي شجار بين شخصين، حيث بيَّن أن قول "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" من شخص عند وقوع مشكلة بين اثنين كفيل بفض الشجار، وله مفعول السحر، حتى وإن لم يكن أحد أطرافه.
وقال إمام الدعاة: "إذا رأيت اثنين بينهما نزاع وأنت غريب بعيد ويضايقك النزاع، قل أنت - وليس هما - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. أتحدى أن يستمر الجدال، وخصوصًا إذا قلتها وليس لك مأرب فيما بينهما. يبقى أنت عايز تصلح، طفيها أنت زي ما بتسارع لإطفاء حريقة".
5 أمور حثنا النبي على فعلها إذا سمعنا ما يغضبنا:
قال الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من سمع كلمة تغضبه فليعفُ وليصفح؛ فإن ذلك من عزم الأمور وحسن الخلق. واستشهد عثمان في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تغضب، ولك الجنة". فامتلاك النفس عند الغضب علامة على حسن الخلق.
عطى الله جلَّ وعلا نبينا -صلى الله عليه وسلم- جوامع الكلم، فأوجد له القول فيقول قولاً وجيزًا يحتوي على معانٍ وفوائد لا يُحصى تعدادها. ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه جاء رجل فقال: يا رسول الله أوصني، قال: «لاَ تَغْضَبْ". فردد مرارًا وهو يقول له: "لاَ تَغْضَبْ".
ويعتبر الغضب أمرًا فطريًا طبع عليه كثير من الناس، وقلَّ من يسلم من شره وبلاه، ولكن من عباد الله من يوفقه الله فيتغلب على غضبه، ومن الناس من يضعف أمام الغضب فيقع في السباب والشتائم والعدوان، إلى أن ينتهي به الأمر إلى سفك الدماء وتدمير الأموال والقدح في الأعراض بلا مبرر شرعي.
وينقسم الغضب إلى قسمين: منه ما هو ممدوح ومنه ما هو مذموم. فالممدوح منه ما كان غيرةً لدين الله تعالى، وغضبًا لانتهاك محارم الله، وغضبًا يدعو إلى الغيرة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بطرقه وأساليبه الشرعية، وليس غضبًا يدعو إلى الطغيان، ولكنه غضب يحث على الخير والتوجيه والنصيحة والتحذير من مخالفة شرع الله تعالى.
وهناك غضب مذموم، وهو ما كان في سبيل الهوى والشيطان والباطل، كغضب من يغضب عندما يُقرأ عليه حكم من الأحكام الشرعية فيغضب لذلك، أو يغضب عندما يُؤمر بالمعروف ويُنهى عن المنكر. قال الله جلَّ وعلا في ذلك، ذامًا لهذا النوع: «وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا».
ووضع الرسول -صلى الله عليه وسلم- روشتة شرعية للتخلص من الغضب وهي: التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإن الغضب من إلحاح الشيطان ووساوسه، ليقهر بذلك المسلم، فإن الشيطان يستغل العبد عند الشهوة والغضب، فيقوده إلى البلاء عند غضبه وطغيان شهوته فلا يستطيع السيطرة على ذلك. قال الله جلَّ وعلا: «وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ».