الشاعر المصري محمد إبراهيم أبو سنة لم يكن مجرد شاعر يكتب الكلمات، بل كان مؤرخًا شعريًا يوثق من خلال أعماله أبرز الأحداث والشخصيات التي شكلت الوجدان العربي.
في إحدى تصريحاته، تحدث أبو سنة عن تجربته الشعرية ووصفها بأنها تمثل “تفجرات” تعكس الواقع والظروف التي مرّت بها الأمة، سواء في أوقات الحرب أو السلام.
في ديوانه تأملات في المدن الحجرية، عبّر أبو سنة عن قضايا واقعية، مستخدمًا الرمزية للوصول إلى عمق الأحداث والشخصيات التي كانت محورية في تلك الحقبة، مثل الزعيم جمال عبد الناصر. كتب قصيدة عن السد العالي، وأوضح أنها ليست مجرد قصيدة سياسية؛ بل عمل شعري يجمع بين التاريخ والواقع والإنسانية والوطنية، ويمثل رؤية للإرادة المصرية التي قادت إلى بناء هذا المشروع العملاق. القصيدة، رغم قصرها، تعبر عن هذه الجوانب المختلفة بأسلوب يُظهر روح الأمة وعزيمتها في تحقيق الإنجازات.
ويواصل أبو سنة استحضار شخصية عبد الناصر في قصائد أخرى، منها أغنية لعبد الناصر في ديوانه حديقة الشتاء، وقصيدة أخرى كتبها بعد وفاة الزعيم. يقول الشاعر إن ملامح عبد الناصر تشيع في عدد من قصائده، فهو يعده نموذجًا للقائد الذي شكل وجدانه الثقافي وخياله الشعري.
كما يصف أبو سنة إعجابه الشديد بعبد الناصر الذي كان رمزًا للوحدة العربية والقومية، ويشير إلى أن أعداء الوطن حاولوا تدمير هذه الرؤية، ما أدى إلى نكسة عام 1967 التي تركت أثرًا كبيرًا في وجدان الشاعر وأثرت في رؤيته للأحداث بعد ذلك.