تعد مشكلة السحابة السوداء وحرق قش الأرز والحرق المكشوف للمخلفات الزراعية من أخطر المشكلات البيئية التي يشعر بها المواطنون بشكل كبير، خاصة في محافظات الدلتا ومنها محافظة القليوبية الأمر الذي يدعو إلى ضرورة تعاون وتكامل كافة الجهات المعنية للتصدي لتلك المشكلة، من خلال وضع خطة واضحة للقضاء على تلك الظاهرة سواء عن طريق تشديد الرقابة وإحكام السيطرة للتصدي لحرق المخلفات الزراعية بأنواعها.
الإرشاد الزراعي بالقليوبية يواجه السحابة السوداء
وتسعي إدارة الإرشاد الزراعي بمديرية الزراعة بالقليوبية بالتنسيق مع وزارة البيئة على مجابهة انتشار السحابة السوداء من خلال منع حرق "قش الأرز" بالحقول التي شهدت زراعة المحصول هذا العام، والعمل على الاستفادة منه اقتصاديا فى استخدامات متعددة أو استخدامه كأعلاف للمواشي، حفاظا في المقام الأول على البيئة، ولتحقيق ربح مالي للمزارع في المحافظة بدلا من تحرير محاضر حرق القش بالمزارع بعد الانتهاء من عملة الحصاد.
زراعة 10135 فدان أرز هذا العام
وقال المهندس محمود صبحي وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، إنه بلغ إجمالي مساحة الأرز المنزرعة بالمحافظة الموسم الحالي حوالي 10135 فدان، تم زراعتها بعدد من المراكز تمثلت في القناطر الخيرية وقها وبنها وكفر شكر، موضحا أن ما تم حصاده حتي الآن من إجمالي هذه المساحة بلغ حوالي 9795 فدان من إجمالي المساحة على مستوى المحافظة، وجارى اعمال الحصاد لباقي المساحة.
تحرير محاضر للمخالفين فى حرق قش الأرز
وأشار وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، إلى أنه بلغ ما تم دراسته من إجمالي المساحة التي تم حصادها 9460 فدان، مشيرا إلى انه تم عقد ندوات توعوية لمزراعي الأرز بالمحافظة للعمل على توريد قش الأرز بعد الانتهاء من أعمال الحصاد، أو العمل على الاستفادة منه من خلال فرمه وتحويله لمواد غذائية تدخل في أعلاف الماشية وتسمينها، بدلا من القيام بأعمال الحرق ومنها يتم تحرير محاضر مخالفة لهم من قبل الزراعة ودفع غرامات مالية كبيرة.
وأضاف أنه يوجد بالمحافظة مركز تجميع قش الأرز بمنطقة شلقان دائرة مركز القناطر الخيرية، حيث تم تجميع بمراكز التجميع حوالي 700 طن، بينما بلغ إجمالي ما تم كبسه 5930 طن، أما ما تم فرمه 4970 طن، بينما تم تشوين 5630 طن، كما تم عمل كومات أسمدة بواقع 780 طن، وتحويل 70 طن منها لأعلاف ماشية.
تنظيم حملات وندوات لتوعية المزارعين
وتابع وكيل زراعة القليوبية، أنه تم تنظيم العديد من الحملات والندوات لتوعية المزارعين، بأهمية تلك المنظومة، والفوائد الاقتصادية التي تعود على المزارع من تجميع قش الأرز، سواء بتحقيق عائد مادي إضافي، أو الاستفادة من قش الأرز بإعادة تدويره، وتحويله إلى أسمدة عضوية لتحسين التربة، بالإضافة الى التوعية بمخاطر السحابة السوداء، التي تنجم عن حرق قش الأرز، والتي تؤدي إلى تلوث الهواء والبيئة، الأمر الذي يؤثر على صحة المواطنين.
وأوضح أنه تم توفير معدات وسيارات صغيرة قادرة على الوصول إلى القرى النائية كما تم توقيع بروتوكولات لتأجير هذه المعدات مما يقلل من التكاليف ويضمن استدامة المشروع، بالإضافة إلى أنه تم تكثيف عدد المشاركين من الإرشاد الزراعي لتوعية المزارعين بأهمية الاستفادة من قش الأرز بدلًا من حرقه ولتحقيق أقصى استفادة من هذه الجهود تم تحديد الأدوار والمسؤوليات لكل جهة معنية، كما تم إنشاء غرفة عميات تعمل لرصد وتتبع حالة الجو وتأثيرات السحابة السوداء.