شهدت مدينة جرجا جنوب محافظة سوهاج، تلك المدينة التي يعرف سكانها كل زواياها وكل المارة في شوارعها، لم يتوقع أحد أن يهتز هدوء واستقرار مدينتهم بأصوات صراخ وتوهج نيران مفاجئ.
شارع الصراف، الذي يشتهر بأزقته الضيقة والمحلات المتناثرة، أصبح مسرحًا لحادث لم يحدث في تاريخ المدينة، كانت الفتاة "ك. م. ع"، معروفة بشخصيتها الغامضة والهدوء الذي يحيطها، فلا عمل لها سوى مراقبة الحياة من نافذة بيتها العتيق.
لم تكن تثير الشكوك، ولم تكن جزءًا من أحاديث المدينة اليومية. لكن تلك الليلة، تغيّر كل شيء، بدأت القصة بصوت الاستغاثات وسيارات الإطفاء التي شقت الطريق بصعوبة بين حشود المواطنين.
النيران التهمت ثلاث سيارات كانت متوقفة بجوار بعضها، وأحاط الدخان الكثيف بالمكان، مما دفع البعض للهرب بينما اقترب الآخرون بمحاولات بائسة لإطفاء الحريق، كانت الوجوه تتساءل:" كيف؟ ولماذا؟".
تفاصيل الواقعة
وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة جرجا، يفيد بتوجه ضباط المباحث إلى الموقع للوقوف على ملابسات الواقعة.
في تلك اللحظة، كان هناك من يصرخ بأن فتاة شوهدت وهي تكسر زجاج السيارات وتلقي مادة سريعة الاشتعال قبل أن تفرّ بنظرات ثابتة، لم ترمش للحظة، لحظات قليلة فصلت بين إشعال النيران.
وظهور رجال الشرطة الذين قبضوا على الفتاة، "ك. م. ع"، وهي تجلس على عتبة أحد البيوت، بلا خوف ولا اضطراب، كأنها تنتظر حدوث شيء أكبر.
"لماذا فعلتِ ذلك؟"، سألها أحد الضباط، لكنها ظلت صامتة، تتأمل الشارع بعينين تحملان سرًا دفينًا، كما لو كانت تخاطب نفسها:" لعلها بداية جديدة".
ومع أن النيران أخمدت، واحتُفظ بالفتاة رهن التحقيق، إلا أن سؤال "لماذا؟" بقي يحوم في أذهان كل من شهد تلك الليلة، متسائلاً عن قصة لم تُروَ بعد عن دوافع لم تُكشف حتى الآن.