حملت شخصية الراحل الفنان التشكيلي الدكتور مصطفى الفقي، الذي وافته المنية مساء أمس من البساطة والتواضع، ما يجعلنا نعتز بأنه كان بيننا بما يمتلك من حكمة فيلسوف ولمسة أستاذ.
حفر التشكيلي الكبير مصطفى الفقي، اسمه في سجل الرموز الخالدين، بما أسهم به بشكل كبير في الحركة الفنية التشكيلية المصرية، وبما تميز به طابعه ولمساته الفنية المتفردة، كما كانت حياته مثالا للمثقف والمبدع، فحظى دوما باحترام كل المثقفين والفنانين.
وتتميز أعمال مصطفي الفقي، بالتنوع والثراء والتفرد، حيث إنه صاحب تاريخ فنى طويل وحافل بالأعمال التي تمثل حالة خاصة في حركة التصوير، ويعد أيضاً واحداً من الذين أثروا الساحة التشكيلية المصرية بكثير من الأعمال التي ساهمت في وضع اللبنة الأولى في بنائها.
فهو واحد من رواد الحركة التشكيلية المصرية، اتخذ من التراث المصري موضوعاً أساسياً لكل أعماله الفنية بخاماتها المتنوعة من رسم وتصوير، ليعيد تشكيل عناصر لوحاته بأسلوب فنى شديد الخصوصية مع مدلولات تشكيلية متنوعة لتتفاعل بصورة صريحة مع التراث المصري، بحيث يستلهم الطابع الشعبي ويعبر عن حياة المصريين في الأماكن الشعبية، بشكل يقترب من التعبيرية في بداية مشواره الفني، ويتجه أكثر للتجريد والاختزال في مراحل متقدمة من حياته ومشروعه الفني، ليسجل من خلال لوحاته الوظائف الدلالية لعناصر البيئة.
من أشهر أعماله ما رسمه أثناء فترة وجوده بالسعودية، حيث تشبع بروحانيات المدينة المنورة والحج والعمرة فرسم جداريات ولوحات لشعائر الحج والمصلين وبيت الله وكأن نور المكان وخشوع الصلاة مسلط عليهم وغار حراء وجبل أحد بمنهج تعبيري واقعى يميل للاختزال، أبهر الحركة الثقافية السعودية بجماله لوحاته وتم اقتناء لوحات بالمتحف الوطني السعودي وأقام معرضا قاعه ريديك بلازا بجده.
مصطفى الفقي مولود في 1937، حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم التصوير 1964- القاهرة، وماجستير من كلية الفنون الجميلة 1974، ودكتوراه في التصوير من روما – إيطاليا 1979.
أقام الفنان الراحل عدة معارض خاصة بمصر وإيطاليا والسعودية، ومعرض بجاليري «ضي» بالمهندسين، نوفمبر 2017، معرض «ذكرى المكان» بقاعة بيكاسو بالزمالك أكتوبر 2018، ومعرض «هديل الحمام» بقاعة (الباب – سليم) بمتحف الفن المصري الحديث بدار الأوبرا المصرية ديسمبر 2019، وغيرها.