"أوعى القطر يدوسك" تعليق ضمن آلاف التعليقات التى عبر من خلالها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن إعجابهم الشديد بلوحة فنية رسمها الفنان أحمد الأسد، على حائط بأحد قرى مركز قنا، والتي وقف فيها أمام اللوحة وكأنه أمام قطار حقيقى قادم على شريط السكة الحديد، خاصة وأنها تجسيد فعلى لمنطقة مزلقان السيد عبدالرحيم القنائى أشهر الميادين بمحافظة قنا.
اللوحة الفنية التي استخدم فيها الفنان أحمد الأسد مزيج من الأوان البلاستيك، تعمد فيها أن يرصد كل التفاصيل الدقيقة لمنطقة مزلقان السيد عبدالرحيم، على عرض حائط كبير بقرية جزيرة دندرة، ما يجعل أي شخص يمر بجوارها يشعر وكأنه في منطقة السيد وأمام القطارات القادمة على شريط سكة الحديد، لما بذل فيها الفنان من جهد ودقة شديدة جعلتها وكأنها صورة حقيقة لا تقل في روعتها ودقتها عن الصورة الحقيقية للمنطقة.
قطعة فنية متميزة
اللوحة الفنية التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعى، لم تكن الأولى التي تحظى بإعجاب وتفاعل آلاف رواد التواصل الاجتماعى، فقد سبقها العديد من اللوحات التي حولت الحوائط القديمة والمتهالكة، إلى قطع فنية نادرة ومتميزة، من ينظر إليها يشعر وكأنها تحكى عن تاريخ شارع أو منطقة بعينها، فضلاً عن عشرات الأكشاك الكهربائية قاسية الشكل والملامح، والتي حولتها بأدواته الفنية إلى لوحات فريدة تحاكى الواقع.
قال الفنان أحمد الأسد، لوحة مزلقان سيدى عبدالرحيم القنائى التي رسمها على أحد حوائط قرية جزيرة دندرة، استخدمت فيها الألوان البلاستيك، لكى تظهر وكأنها صورة واقعية لمنطقة المزلقان الشهيرة التي يعرفها أبناء قنا جميعاً، وهو ما يجعل الكثير من المارة أو المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعى يتوقفون أمامها كثيراً وكأنهم أمام المزلقان فعلاً، واللوحة لم تكن هي الوحيدة التي كانت بهذا الشكل فهناك لوحات أخرى تم رسمها على حوائط القرية تجسد أهم شوارع وميادين القرية.
مبادرة الفن يحارب
وأضاف الأسد، بأن اللوحات الفنية التي جرى رسمها بقرية جزيرة دندرة، كانت من خلال رابطة شباب جزيرة دندرة، ضمن مبادرة لتأكيد الرؤية البصرية لقريتهم من خلال تجميل الحوائط برسومات ولوحات فنية تضاهى الواقع، وتبرز الشكل الجمال لقريتهم من خلال الفن الذى يعد قوى ناعمة لتغيير السلوكيات، وهو جزء من مبادرتى" الفن يحارب" التي أعمل من خلالها مع كافة الشباب المحبين لبلادهم لتجميل قراهم والأماكن التي يقطنون بها.
وأشار الأسد، إلى أنه كان يعمل مدرس رسم بمدرسة خاصة فى القاهرة وعاد إلى قريته خلال فترة كورونا، ويعمل حالياً في أحد المدارس الخاصة بقنا، ونفذ الكثير من اللوحات الفنية على جدران وحوائط المدارس بالقاهرة، لكنه كان يحلم دائماً بأن يحول الحوائط القديمة بقرى قنا إلى لوحات فنية، وقد كان له ذلك في قريته والتي كانت نقطة انطلاقة إلى قري قنا، ومازالت الفكرة تنفذ في مناطق مختلفة، لإظهار التراث والجمال الذى تزخر به قنا، بميادينها وقراها.
لوحات من وحى الطبيعة
وأوضح الأسد، بأن الرسومات التى تزين الحوائط كلها من وحى البيئة المحيطة حتى تتماشى مع طبيعة البيئة، فبعض الرسومات تحمل تفاصيل وملامح القرية مثل المساجد و الدواوين القديمة والمدارس والأضرحة، وبعضها يعبر عن مهنة صاحب المنزل، وكلها تتم بجهد ذاتى ومشاركة الشباب للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الحوائط، متمنيًا مشاركة أكبر وأوسع من المجتمع المحيط، حتى تتزين كل الحوائط خاصة القديمة منها برسومات من وحى الطبيعة بدلًا من العشوائية التى تطل من واجهات بعض المنازل.
يذكر أن "صدى البلد" كان أول موقع ينشر تقريراً عن الفنان أحمد الأسد، ومواجهته لفيروس كورونا بالفن عام 2020، حيث استثمر فترة وجوده في مسقط رأسه بقرية المخادمة التابعة لمركز قنا ، بعد عودته من القاهرة، وبدأ في كسر حالة الملل والإحباط التى تسبب فيها فيروس كورونا، فبدأ بتحويل الحوائط القديمة البالية إلى تحف فنية مضيئة، مستعيناً بشباب القرية لإحداث حالة من التفاعل الايجابى وإخراجهم وذويهم من حالة التوتر والقلق، فخرجت اللوحات الفنية التي زينت جدران وحوائط قرية المخادمة لتضىء طريق المارة بإبداعات تخطف العيون والقلوب من سحر جمالها وروعة تنفيذها.