قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

أيهما أخطر على الإنسان وسوسة الشيطان أم النفس البشرية .. داعية يحذر

×

تحدث الشيخ أحمد الصباغ، الداعية الإسلامي، عن موضوع وسوسة النفس ووسوسة الشيطان، وتساءل عن أيهما يعتبر أخطر على الإنسان.

وأوضح الصباغ أن الوسوسة تأتي من مصدرين رئيسيين؛ الأول هو النفس البشرية، والثاني هو الشيطان، مؤكدًا أن لكل منهما تأثيره وأسلوبه في إبعاد الإنسان عن طاعة الله.

استدل الصباغ بآيات من القرآن الكريم لتوضيح مصدر الوسوسة، حيث ذكر قول الله تعالى: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» (سورة ق: 16)، مشيرًا إلى أن هذه الآية تدل على أن الإنسان قد يوسوس لنفسه بفعل المعصية.

كما استشهد بالآية الكريمة: «فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشّيْطَانُ قَالَ يَآدَمُ هَلْ أَدُلّكَ عَلَىَ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاّ يَبْلَىَ» (سورة طه: 120)، ليبين أن الشيطان أيضًا يلعب دورًا في إغواء الإنسان ودفعه إلى المعاصي.

وأضاف الصباغ أن وسوسة الشيطان تختلف عن وسوسة النفس، حيث إن الشيطان يأتي للإنسان بأفكار معاصٍ متعددة دون الإلحاح على معصية معينة، فهو يحاول أن يبعد الإنسان عن طاعة الله بشكل عام، ويحثه على تنفيذ معاصٍ متنوعة، وكلما تجاهل الإنسان وسوسته، أتى بمعصية أخرى ليغريه بها.

وأشار الشيخ أحمد الصباغ إلى أن وسوسة النفس تُعتبر أخطر من وسوسة الشيطان، لأنها تدفع الإنسان بشدة نحو فعل معين وتلح عليه حتى يقع فيه، موضحًا أن هذا الصراع الداخلي يُطلق عليه "الجهاد الأكبر".

واستشهد بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، حيث قال: «ألَا أُخبِرُكم بالمؤمنِ: مَن أمِنه النَّاسُ على أموالِهم وأنفسِهم، والمسلمُ مَن سلِم النَّاسُ مِن لسانِه ويدِه، والمجاهدُ مَن جاهَد نفسَه في طاعةِ اللهِ، والمهاجرُ مَن هجَر الخطايا والذُّنوبَ».

من جهة أخرى، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، في أحد دروسه الدينية التي نُشرت عبر موقع اليوتيوب، أن الشيطان ليس المسؤول الوحيد عن الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان، رغم أنه يُعتبر من أهم أسباب الوسوسة ويُعرف بـ"الوسواس الخناس".

وأوضح جمعة أن النفس الأمارة بالسوء تلعب دورًا كبيرًا في دفع الإنسان إلى الذنوب، فإذا كان الأمر يعود إلى الشيطان وحده، فإنه يوسوس ثم ينصرف ،أما النفس فتستمر في تكرار الفكرة وتلح على صاحبها بارتكاب المعصية.

وبين “جمعة” أنه إذا حدثت وسوسة بفعل ذنب ما مرة واحدة، فإنها غالبًا تكون من الشيطان، أما إذا تكررت، فغالبًا تعود إلى النفس الأمارة بالسوء، التي تلح وتدفع الإنسان نحو المعصية بشكل مستمر.

ولفت إلى ضعف كيد الشيطان مقارنة بقوة تأثير النفس، مستشهدًا بقوله تعالى: «إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا» (سورة النساء: 76) ، أما النفس الأمارة بالسوء، فإنها تحتاج إلى مقاومة شديدة وجهاد مستمر لتحويلها إلى نفس لوامة، ثم نفس ملهمة.

واختتم الدكتور علي جمعة شرحه بالاستدلال بآية أخرى توضح طبيعة النفس الإنسانية وصراعها الداخلي بين الخير والشر، وهي قوله تعالى: «فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا» (سورة الشمس: 8-10)، ليؤكد أن النفس هي العامل الأقوى والأكثر خطورة على الإنسان، وأن مجاهدة النفس وضبطها تعد من أعظم التحديات التي تواجه الإنسان في حياته.