أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، مؤخرا، اسم الفنان التشكيلي محمود سعيد، ضمن مشروع "عاش هنا"، حيث وضع لافتة تحمل اسمه وعنوانه على باب منزله الذي يقع في 6 شارع محمد سعيد باشا - جناكليس - الإسكندرية.
وكانت وزارة الثقافة أطلقت مشروع "عاش هنا" ضمن سلسلة "ذاكرة المدينة"، ويوليها الجهاز اهتمامًا خاصًا للتعريف بالمدن المصرية والشخصيات الرائدة؛ بهدف تخليد وتوثيق المباني والأماكن التي عاش بها كبار الشخصيات المؤثرة في المجتمع.
ويأتي مشروع "عاش هنا" ضمن مبادرة "ذاكرة المدينة" التي ينفذها الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، انطلاقًا من دور الجهاز في العمل على إحياء الذاكرة القومية والتاريخية للمجتمع المصري، وتتضمن المبادرة عددًا من المشروعات الأخرى، ومنها سلسلة إصدارات "ذاكرة المدينة" ومشروع "حكاية شارع"، ومشروع الجولات التراثية، وغيرها.
من هو محمود سعيد؟
والده هو محمد سعيد باشا رئيس وزراء مصر في عهد الخديو عباس حلمي الثاني خلال الفترة من 1910 وحتى 1914، ولفترة ثانية خلال عهد الملك فؤاد عام 1919 في الفترة من (20 مايو 1919 حتى 20 نوفمبر الثاني 1919).
وفي عام 1919 حصل محمود سعيد على ليسانس الحقوق، ثم سافر إلى باريس لاستكمال دراسته العليا للقانون، فاغتنم الفرصة والتحق بالقسم الحر بأكاديمية جراند شوميير لمدة عام ثم أكاديمية جوليان.
وتولى محمود سعيد العديد من المناصب، ومنها تعيينه عضوًا باللجنة الاستشارية لمتحف بلدية الإسكندرية سنة 1937، وعضوًا بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب ومقررًا للجنة الفنون التشكيلية 1956، وطلب إحالته للتقاعد عام 1947 من سلك القضاء ليتفرغ للإبداع الفنى منذ ذلك التاريخ. أوصى بالتبرع بقصره الواقع في شارع محمد سعيد باشا في حي جناكليس بالإسكندرية إلى وزارة الثقافة التي خصصته قصرًا ثقافيًا يضم مجموعة من المتاحف الفنية، ومنها متحف سيف وأدهم وانلي، وأطلق عليه "مركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية".
مشروع عاش هنا
يهدف مشروع "عاش هنا" إلى توثيق المباني والأماكن التي عاش بها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث، وهذا المشروع يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، وتتم الاستعانة بالمهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها. ويتم تفعيل هذا المشروع بوضع لافتة على المبنى تبين اسم الفنان الذي سكن بالمبنى، ونبذة مختصرة عن أهم أعماله وتاريخه الفني محملة على تطبيق الـQR، والذي يمكن استخدامه عن طريق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية المتطورة، ما يُساعد على نشر الوعي والمعرفة بتاريخ الشخصيات والمباني المهمة على مستوى الجمهورية.