أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن غياب الآباء له أسباب متعددة ويؤثر بشكل كبير على الأسرة والمجتمع، مشيراً إلى تصنيفات مختلفة للغيابات، مثل "الأب الهارب"، الذي تزيد عليه المسؤوليات ويحاول الهروب من الضغوط، سواء كان غائبًا فعليًا أو موجودًا لكن غائبًا عن دوره.
وأضاف أمين الفتوى في تصريح له: "هناك أيضًا (الأب الغائب في البيت)، الذي ينعزل عن أسرته، ويقضي وقته في مشاهدة التلفزيون أو اللعب، مما يؤثر سلبًا على العلاقة بينه وبين أبنائه".
كما تطرق إلى "الأب العازب"، الذي يفتقر إلى الوعي بأهمية دوره كأب، مما يجعله غير قادر على القيام بمسؤولياته، مشيرا إلى "الأب الخائب" الذي يشعر بالإحباط، وكذلك "الأب العاجز"، الذي يعاني من عدم القدرة على التواصل مع أولاده.
وفيما يتعلق بـ"الأب المضطر"، أوضح الورداني أنه قد يضطر للغياب بسبب ظروف معينة، مثل السفر أو كثرة العمل، مما يؤدي إلى فقدان الأبناء للأمان والثقة بالنفس.
وأشار إلى أن الغياب العاطفي لدى الآباء يسبب نقصًا كبيرًا في حياة الأبناء، مما يدفعهم للبحث عن الدعم خارج الأسرة، وفي بعض الحالات، قد يلجأ الأطفال إلى الأجداد كبديل، لكن هذا لا يعوضهم عن وجود الأب ودوره الأساسي في حياتهم.
وأكد الورداني على أهمية الدور الأبوي، قائلاً: "الأب هو السند والأمان بالنسبة للأبناء، ويجب علينا أن نعي قيمة وجوده وتأثيره في تشكيل شخصياتهم وتوجيههم".'