تعتبر الانتخابات الأمريكية حدثا سياسيا بارزا يجذب اهتمام العالم بأكمله، حيث تمثل فرصة للمواطنين للتعبير عن آرائهم واختيار قادتهم، ومع اقترابها تتصاعد المنافسة بين المرشحين، وتشتد الحملات الانتخابية في محاولة لكسب تأييد الناخبين.
المؤشرات الأخيرة للانتخابات الأمريكية
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن المؤشرات الأخيرة واستطلاعات الرأي في الولايات المتحدة تشيرإلى تقارب كبير في دعم المرشحين الرئيسيين للانتخابات الرئاسية، كمالا هاريس ودونالد ترامب، ومع ذلك ينبغي التعامل بحذر مع هذه الاستطلاعات، خاصة في الأيام الأخيرة، لأنها قد تكون موجهة.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن على مدار الأيام العشرة الماضية، بدأ المرشحان بالتركيز على جذب الأصوات المترددة والعائمة، مع التركيز بشكل خاص على ولايات الجنوب والجنوب الشرقي، التي تُعتبر مصادر رئيسية للأصوات الشعبية.
وأشار فهمي:"رغم ذلك لا يظهر أن كلا الطرفين يوليان اهتماماً كبيراً لبعض الفئات، مثل الملونين وأصحاب البشرة السمراء والأفارقة، بالإضافة إلى الجاليات العربية والإسلامية. فهذه الجاليات، على الرغم من بعض المبالغات بشأن حجمها، لا تلعب دورا مؤثرا في الانتخابات الأمريكية بشكل كبير".
موعد الانتخابات المقرر الثلاثاء المقبل
ومن جانبها، ألقت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، نائبة الرئيس كامالا هاريس، خطابها الرئيسي الأخير قبل موعد الانتخابات المقرر الثلاثاء المقبل، وأكدت هاريس أنها في حال توليها الرئاسة، ستعمل على خدمة الأمريكيين، في حين أن منافسها الجمهوري، دونالد ترامب، سيركز على الانتقام.
جاء ذلك خلال حديثها أمام حشد كبير في واشنطن، في نفس المكان الذي اجتمع فيه ترامب مع أنصاره في 6 يناير 2021 قبل اقتحام الكونجرس، وقد ظهرت هاريس في منطقة إليبس، محاطة برموز الديمقراطية في العاصمة، ووصفت ترامب بأنه "طاغية" و"غير مستقر" و"مهووس بالانتقام"، مشيرة إلى أنه سيكون مسكوناً بالمظالم ويسعى إلى سلطة مطلقة.
وأضافت هاريس: "لقد أمضى ترامب عقداً في محاولة إبقاء الشعب الأمريكي منقسماً، يخشى بعضه البعض. هذا هو ترامب، لكن أمريكا، أنا هنا الليلة لأقول إننا لسنا كذلك".
وأشارت صحيفة واشنطن بوست- خلال تقرير لها، إلى أن هاريس قد تحدثت في خلفية البيت الأبيض، في محاولة لتذكير الناخبين بالمخاطر، وأوضحت أن اختلاف أسلوب حكمها عن ترامب، ورغم تأكيدها على المخاطر التي يمثلها ترامب للديمقراطية، سعت هاريس إلى ربط هذه المخاوف بالأمور التي تؤثر في حياة الأمريكيين اليومية، مثل الاقتصاد والرعاية الصحية والهجرة، معترفة بأن العديد من الناخبين قد لا يتأثرون بتحذيراتها النظرية من الاستبداد.
الأمريكان سيسجلون تاريخا جديدا
كما أكدت هاريس في خطابها على الرسالة الأساسية التي كانت بارزة في الأيام الأخيرة من حملتها الانتخابية، حيث تعهدت بالاستماع إلى الخبراء وإلى أولئك الذين سيتأثرون بالقرارات التي ستتخذها، وكذلك إلى الأشخاص الذين لا يتفقون معها، وأشارت إلى أنها على عكس دونالد ترامب، لا ترى من يختلف معها كعدو، معقبة: "هو يريد الزج بهم في السجن، بينما سأمنحهم مقعداً على طاولتي".
العالم أجمع يتابع انتخابات الرئاسة الأمريكية كون الولايات المتحدة تمثل قوى كبيرة وتكاد تكون القطب الأوحد لفترة زمنية طويلة بغض النظر عن تغير العالم الآن، كما أن مؤشرات استطلاعات الرأي حول الانتخابات توحي بتقارب الأصوات بين المرشحين دونالد ترامب وكمالا هاريس.
والجميع غير قادر على حسم الأمور ونتيجة الانتخابات الأمريكية، فاليوم الذي نجد فيه هاريس تقدمت بنقطة يلاحقها ترامب بنفس النقطة، وهكذا، كما أن الأمريكان سوف يسجلون تاريخا جديدا في هذه الانتخابات، إذ إنه في حالة فوز هاريس ستكون أول سيدة ملونة تفوز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، فالأمريكان لم يكن لديهم سيدات على الإطلاق، أما في حال فوز ترامب ستكون هذه عودة لأول مرة لرئيس أسبق كان متهما بقضايا جنائية.