في ظل تصاعد التوترات في لبنان، نفذت إسرائيل ضربات جوية استهدفت سيارتين في منطقتي عاريا-الكحالة وبشامون في جبل لبنان.
ووفقًا لمصادر قناة "العربية"، قام سكان منطقة عاليه بإيقاف عدد من الشاحنات الصغيرة التي كانت محملة بالذخائر والصواريخ، حيث دخلت هذه الشاحنات المنطقة بعد الغارة التي استهدفت طريق عاريا-الكحالة، الذي يربط العاصمة بيروت بمنطقة البقاع شرقي البلاد.
كما استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارة على طريق القماطية في عاليه، وتعد هذه ثالث مرة تستهدف فيها إسرائيل مركبات على هذا الطريق خلال الأسابيع الماضية.
وقد أعربت بلديتا عاريا والكحالة عن استنكارهما لاستخدام الطرق الدولية لأغراض عسكرية، مطالبين الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية باتخاذ إجراءات حازمة لمنع تكرار هذا الاستخدام.
وكانت إسرائيل قد كثفت غاراتها الجوية على مناطق متعددة في لبنان منذ سبتمبر الماضي، خاصة في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع، مستهدفة معاقل حزب الله ومسؤوليه عبر عمليات نفذتها بالطائرات المسيّرة.
وفي تطور آخر، شنت القوات الإسرائيلية توغلات برية محدودة في أوائل الشهر الحالي، حيث دخلت بعض البلدات الحدودية اللبنانية، مما زاد من حدة التوتر على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
مجزرة بيت لاهيا تهز الأرجاء.. وواشنطن تطالب إسرائيل بتفسير وتقترح هدنة
شهدت بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة واحدة من أكثر الغارات الإسرائيلية دموية، حيث استهدفت غارة جوية إسرائيلية مبنى سكنياً كان يضم عشرات النازحين، ما أسفر عن مقتل 93 شخصاً وإصابة العديد، في مشهد وُصف بـ "المروع" من قبل واشنطن. يأتي هذا الهجوم ضمن تصعيد عسكري إسرائيلي واسع في القطاع، دفع آلاف الفلسطينيين إلى النزوح وسط تزايد القلق الدولي.
غارة دموية في بيت لاهيا
عمال الإغاثة، إلى جانب مدنيين، يكافحون لإنقاذ الناجين بين أنقاض المبنى المدمر، بينما أظهرت صور وكالة "فرانس برس" مشاهد مؤلمة لجثث وجرحى ملفوفين بأغطية ملطخة بالدماء. وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمدنيين يشيعون ضحاياهم وسط حالة من الحزن الشديد.
وفي سياق متصل، قصف الجيش الإسرائيلي خيمة تؤوي نازحين في دير البلح، مما أسفر عن سقوط قتلى، كما أفادت تقارير بمقتل ثلاثة مواطنين في قصف آخر على خان يونس، ما يبرز توسع نطاق الهجمات الإسرائيلية في مختلف مناطق القطاع.
ومن جانبها، أعربت الولايات المتحدة عن "قلقها العميق" تجاه الغارة، إذ وصفها المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، بـ"الحادث المروع". كما أكد الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه يحقق في ملابسات الحادث، موضحاً أن القوات كانت تستهدف مسلحاً مشتبهاً في المنطقة.
وفي المقابل، أدانت الأمم المتحدة هذا الهجوم واصفة إياه بأنه "من أكثر الهجمات دموية في غزة خلال الشهور الأخيرة". وعبّر المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان، جيريمي لورنس، عن "صدمته" من تصاعد الأوضاع، فيما لم تُصدر الأمم المتحدة أي إجراءات حاسمة حتى الآن.
ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في أكتوبر، تتعرض مناطق بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون لهجمات مكثفة، ما أدى إلى مقتل مئات المدنيين وفقاً للدفاع المدني في غزة. وتسببت هذه العمليات بتهجير آلاف الفلسطينيين، وسط نقص حاد في المساعدات الطبية والخدمات الإنسانية، في وقت تعاني فيه غزة من أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وتشهد الأوضاع في غزة محاولات متعددة للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، مع استمرار اللقاءات في الدوحة وطرح مبادرة مصرية للتهدئة، إلا أن هذه الجهود لم تصل بعد إلى مرحلة النضج، وفقًا لما أوضحه الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح.
من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، إن الجهود الأمريكية تركز أساسًا على كسر الجمود، لكنها تفتقر إلى رؤية واضحة وشاملة للوضع. وأوضح الرقب، أن اللقاءات الجارية للهدنة في غزة، لم تنضج بعد، مشيرًا إلى أن الجهود الأمريكية تسعى أساسًا لكسر حالة الجمود، لكنها لم تتوصل إلى رؤية واضحة وشاملة.
وفي تصريحاته لـ"صدى البلد"، أشار الرقب إلى أن الولايات المتحدة تتطلع لإبرام اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أن فرص تحقيق هذا الهدف تبدو ضئيلة، حيث إن تمرير أي اتفاق عبر الكنيست والحكومة الإسرائيلية قد يستغرق أسبوعًا على الأقل، مما يجعل الوصول إلى اتفاق نهائي قبل الانتخابات أمرًا بالغ الصعوبة.
وأضاف الرقب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفضل الانتظار حتى تتضح نتائج الانتخابات الأمريكية قبل اتخاذ أي خطوات بشأن التهدئة، لافتًا إلى أن المقترح الأمريكي المطروح غير مكتمل ويشمل تعديلات رئيسية؛ حيث تم تقليص مدة الهدنة من 42 إلى 28 يومًا، بالإضافة إلى تقليل عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم، واقتراح انسحاب متدرج من غزة بدلًا من الانسحاب الكامل.
واختتم الرقب تصريحاته بأن الأمريكيين يدركون أن الوصول إلى توافق قبل الانتخابات قد يكون غير ممكن، مما يستدعي وقتًا أطول للتوصل إلى اتفاق يخدم المصالح الفلسطينية ويحقق استقرارًا في المنطقة.