قدم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، نصيحة عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، مضمونها: اعتزل ما يؤذيك، واحرص على ما يفيدك، اعتزل النقاش والجدال غير المُجدي، اعتزل أصدقاء السوء إذا يئست من إصلاحهم، اعتزل هاتفك إذا ضيع وقتك وشَغَلك عن ذكر الله، وبر والديك، وحقوق زوجك وأولادك.
فنفسك إن لم تشغلها بالحق؛ شغلتك بالباطل، والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 18، 19].
في سياق آخر.. حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من أمر يفعله كثير من الناس.
وقال مركز الأزهر في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مضمونة: احذر أن تضيع أيام وساعات عمرك بين صفحات ومحادثات تسَليًّا لا أكثر؛ وتذكَّر وصية سيدنا رسول الله ﷺ بالحفاظ على الأوقات والطاقات، واستغلالها في الخير النافع، حيث قال ﷺ: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ». [أخرجه البخاري].
أهمية الوقت في الإسلام
أقسم لنا القرآن الكريم في بعض الآيات بأوقات معينة فيقول تعالى "وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى" ويقول كذلك "وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ" ويقول كذلك "وَالْعَصْرِ" فالله تعالى طالما أقسم بشئ فهذا القسم دلالة على عظم هذا الشئ.
قيمة الوقت
والوقت له أهمية كبيرة في حياة الإنسان لابد وأن يستثمره فيما ينفع به نفسه ودينه ووطنه، فكل إنسان سَيُسأل عَن كُلّ صَغيرَةٍ وَكبيرة فِي حياته، وكيفَ أفنى الوقت، وعلى ماذا أفناه، قال صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ".
وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "من طال عمره وحسن عمله، وشركم من طال عمره وساء عمله"، كما أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق شيء دون فائدة أو غاية فكل شيء عنده بمقدار، قال تعالى "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ"، المؤمنون(115).
استغلال الوقت
وإذا أراد الإنسان أن تكونَ حياته مَليئَة بالسعادة فِي الدُنيا والآخرة فعليه باستغلالِ الأوقات بالأمورِ الصالحة، والابتعادِ عَن مُحرّماتِ الله خوفًا وطمعًا في رضاه، فإن رضي الله عنك اعلم أنّكَ في منزلَةٍ عَظيمَة لديه، وأنّك مِن خير النّاس عِندهُ وهو سوف يجازيك ويرضيكَ في الدنيا والآخرة بحسبِ الأعمال التي تؤدّيها.
ودعا النبي إلى تنظيم الوقت وعدم إضاعته لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اغتنِمْ خمسًا قبل خمس: شبابَك قبل هَرَمِك ، وصحتَك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغَك قبل شُغلك ، وحياتَك قبل موتك.
كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على استغلال الوقت في قوله: «إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألَّا تقوم حتى يغرسها فليفعل».