أعلنت إسرائيل بشكل صريح أنها تخطط لعملية برية في الجنوب اللبناني، فيما يشير القادة العسكريون الإسرائيليون إلى أن الغارات المكثفة هدفها التمهيد للعملية البريّة، فهل تدفع إسرائيل حزب الله بالقوة إلى ما وراء نهر الليطاني؟
تراجع حزب الله إلى شمال "نهر الليطاني"
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبدالله نعمة، الخبير بالعلاقات الدولية والاستراتيجية، إنه حتى الآن لا تراجع لأي خطوة للوراء التراجع الي شمال نهر الليطاني هو من ضمن القرار 1701 الذي وافق لبنان على تطبيقه مع المبعوث الامريكي للشرق الاوسط اموس هوكستين ولكن اسرائيل لم تعلن لغاية الان موافقتها على تطبيق القرار ومن المفروض ان يتوجه اموس هكوستين لمقابلة نتنياهو وبعدها اذا كان هناك رغبة لديه لتطبيق القرار سيعود اموس هكوستين الى بيروت بالموافقة ولكن ان كان هناك تطبيق لهذا القرار سيكون بعد الإنتخابات الأمريكية .
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن لا وجود لعناصر حزب الله كما انه شن اكثر من خمسمائة غارة على منطقة البقاع ودمر الحجر والبشر وذهب نتيجة هذه الغارات اكثر من 60 شهيدا و200 جريحا وهذا ما أصدرته اليوم وزارة الصحة اللبنانية صباح اليوم كما ان جيش
الاحتلال قام بنسف بلدتي عيترون ويارين وقد أصبحت أرض قاحلة محروقة وقد سويت جميع ابنيتها بالارض.
وأشار نعمة، إلى أن وهناك اشتباكات كبيرة بين جيش الاحتلال وعناصر حزب الله على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة ان الوضع فيلبنان سيء للغاية نتيجة هذا العدوان.
وتابع: "من المؤسف ان جيش الاحتلال بعدوانه المستمر على لبنان بالامس، فقد قام بعدة غارة وحشية على مدينة صور المدينة السياحية والموضوعة على التراث العالمي، وقد قام بتديرها بشكل كبير، وقام بضرب ممتلكات اللبنانيين، وليس في المدينة قواعد عسكرية".
وسبق، وكشف الجيش الإسرائيلي أنه أجرى تدريبا يحاكي مناورة برية في لبنان، الخميس، لافتا إلى أن تدريبات اللواء السابع جرت على بُعد كيلومترات قليلة من الحدود اللبنانية.
ويأتي ذلك فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إن بلاده "لن تتوقف" حتى تحقق كل أهدافها.
وأضاف نتنياهو في تصريح له بعد وصوله نيويورك: "سياستنا واضحة لن نتوقف حتى تحقق كل أهدافنا وفي مقدمتها عودة سكان الشمال إلى منازلهم سالمين.. هذه هي السياسة ولن يخطئ فيها أحد".
ومعلوم أن القرار 1701، الذي تبناه مجلس الأمن في 2006، يدعو إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني، خالية من أي أفراد مسلحين أو أصول أو أسلحة غير تلك التابعة لحكومة لبنان وقوات اليونيفيل.
وكان السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون قال قبل عدة أيام: "إذا لم ينسحب حزب الله من منطقة الحدود ويعود لشمال نهر الليطاني عبر القنوات الدبلوماسية فإن إسرائيل ستستخدم كل الوسائل للدفاع عن مواطنيها".
ما هو "نهر الليطاني"؟
وجدير بالذكر، أن نهر الليطاني هو الأطول في لبنان، وله أهمية استراتيجية كبيرة، حيث اعتبرته لجنة اقتصادية تابعة للأمم المتحدة في عام 1949 "مفتاح مستقبل لبنان".
ويستفيد سكان البلاد من مشاريع الري المرتبطة بالنهر، الذي ينبع من غرب بعلبك في سهل البقاع ويتجه نحو البحر المتوسط شمال مدينة صور. يتميز بقدرة مائية تساهم في إنتاج الطاقة الكهرومائية وتوفير مياه الري والشرب للمنطقة، مما يعزز القطاعين الزراعي والكهربائي ويساعد في تقليل الهجرة والنزوح، شاركت سلطة نهر الليطاني في مشروع ضخم لتطوير الطاقة الكهرومائية، حيث تم استغلال منطقة رئيسية بين بحيرة القرعون والبحر الأبيض المتوسط. أحدث هذا المشروع تغييرات كبيرة في النظام الهيدرولوجي للنهر، حيث تم تحويل العديد من الروافد العليا عبر أنفاق وبرك، مما أدى إلى تغيير مسار المياه.
وتسببت الصراعات الأهلية التي شهدها لبنان منذ السبعينات وحتى التسعينات في تجميد التنمية والاستثمار في البنية التحتية، ومع ذلك بدأت مؤخرا مشروعات بقيمة كبيرة لإحياء المنطقة، وهي المنطقة التي يتدفق فيها جزء من النهر غربا، من أكبر المناطق الزراعية المروية، حيث يركز المزارعون على زراعة الحمضيات والموز.