كشفت هيئة مراقبة الطقس التابعة للأمم المتحدة، إن الغازات المسببة للاحتباس الحراري تتراكم في الغلاف الجوي “بسرعة أكبر من أي وقت مضى خلال الوجود البشري.
قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في نشرتها السنوية عن الغازات المسببة للاحتباس الحراري إن تركيزات ثاني أكسيد الكربون وصلت إلى مستوى مرتفع جديد بلغ 420 جزءا في المليون العام الماضي، بزيادة قدرها 2.3 جزء في المليون عن العام السابق، كما ارتفعت بنسبة 11.4% في عشرين عاما فقط.
وحذر التقرير من وجود دلائل بالفعل على أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى “ردود فعل” خطيرة من شأنها أن تؤدي إلى زيادة تركيزات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.
تركيزات ثاني أكسيد الكربون أصبحت الآن أعلى 51%
ربما كان ارتفاع تركيزات ثاني أكسيد الكربون في العام الماضي، وهو ثاني أكبر ارتفاع سنوي في العقد الماضي، مدفوعًا بارتفاع حرائق الغابات، حيث تجاوز الكربون المنبعث من أسوأ موسم حرائق غابات في كندا على الإطلاق الانبعاثات السنوية لمعظم البلدان الكبرى .
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن تركيزات ثاني أكسيد الكربون أصبحت الآن أعلى بنسبة 51% من مستويات ما قبل الصناعة، في حين أن غاز الميثان – وهو غاز قوي آخر من الغازات المسببة للاحتباس الحراري – أعلى بنسبة 165% مما كان عليه في عام 1750.
وقالت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية سيليست ساولو: “إن هذا من شأنه أن يدق ناقوس الخطر بين صناع القرار”،وأضافت “هذه ليست مجرد إحصائيات. فكل جزء من المليون وكل جزء من الدرجة من ارتفاع درجات الحرارة له تأثير حقيقي على حياتنا وكوكبنا”.
التعهدات الوطنية بخفض الانبعاثات أقل كثيرا من المطلوب
يأتي هذا فيما قالت الأمم المتحدة، إن التعهدات الوطنية بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ما زالت أقل كثيرا مما هو مطلوب للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري الكارثية بينما تستعد الدول للجولة التالية من مفاوضات تغير المناخ في نوفمبر تشرين الثاني.
قالت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في تقييمها السنوي إن “المساهمات المحددة وطنيا” التي قدمتها البلدان بالفعل للأمم المتحدة كافية لخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 2.6% من عام 2019 إلى عام 2030، ارتفاعا من 2% في العام الماضي.
لكنها بعيدة كل البعد عن أن تكون كافية لتحقيق خفض بنسبة 43% الذي يقول العلماء إنه مطلوب للبقاء في متناول هدف اتفاق باريس للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية (2.7 فهرنهايت)، كما حذرت المنظمة.
وفي إطار التزاماتها بموجب اتفاق باريس، يتعين على الدول تقديم مساهمات محددة وطنيا جديدة وأقوى قبل الموعد النهائي في فبراير/شباط من العام المقبل، وينبغي أن تشكل نتائج التقرير “نقطة تحول ، كما قال سيمون ستيل، الأمين العام لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وقال إن “خطط المناخ الوطنية الحالية أقل بكثير مما هو مطلوب لمنع الانحباس الحراري العالمي من شل كل اقتصاد وتدمير مليارات الأرواح وسبل العيش في كل بلد.
وقال ستيل إن الجيل الأخير من المساهمات المحددة وطنيا يمثل إشارة إلى التغيير الذي لا يمكن إيقافه. ويتعين على المساهمات المحددة وطنيا الجديدة في العام المقبل أن تحدد مسارا واضحا لتحقيق هذا التغيير.
إن إقناع الدول بوضع وتنفيذ تعهدات أكثر طموحا قد يعتمد على نجاح محادثات المناخ COP29 التي تبدأ بعد أسبوعين في العاصمة الأذربيجانية باكو.
ستناقش نحو 200 دولة تفاصيل نظام عالمي جديد لتداول الانبعاثات، فضلاً عن حزمة مالية سنوية ضخمة تبلغ 100 مليار دولار لمساعدة البلدان النامية على تحقيق أهدافها المناخية.
وقال بابلو فييرا المدير العالمي لشراكة المساهمات المحددة وطنيا، وهي منظمة غير حكومية تساعد نحو 60 دولة في صياغة تعهدات محدثة، “ما نراه هو أنه في بعض الحالات، قد تستخدم (عملية المساهمات المحددة وطنيا) كآلية تفاوض – المزيد من المال لمزيد من الطموح”.
وأضاف أنهم يريدون أيضا التأكد من أن المساهمات المحددة وطنيا الجديدة قابلة للاستثمار، وأنها تحتوي على العناصر الضرورية التي من شأنها جذب ليس فقط التمويل العام، بل أيضا التمويل الخاص.