في تصعيد دبلوماسي جديد، أعلن العراق عن تقديم مذكرة احتجاج رسمية للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وذلك بعد اتهام إسرائيل باستخدام مجاله الجوي لتنفيذ ضربات جوية ضد إيران. هذا الموقف يعكس التزام العراق بسيادته واستقلاله ورفضه لأي انتهاك لأجوائه، خاصة في سياق تصاعد التوترات الإقليمية وسعيه للحفاظ على استقرار المنطقة من خلال الحوار والتفاهم المتبادل.
ويتناول الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، خلال تصريحاته لموقع صدى البلد، تداعيات هذه الشكوى وإمكانية فرض عقوبات على إسرائيل.
وقال الدكتور جهاد أبو لحية، إن العقوبات المحتملة على إسرائيل في أعقاب الشكوى العراقية لن تتجاوز حدود الإدانة، إن حصلت أصلاً. وأشار إلى أنه من المستبعد صدور أي قرار فعلي ضد إسرائيل، موضحًا أن "إسرائيل فوق القانون، والمؤسسات الدولية عاجزة عن مواجهة جرائمها المتكررة".
وأشار أبو لحية إلى أنه قد تتم إحالة الشكوى إلى مجلس الأمن الدولي من أجل إدانة هذا الانتهاك الصارخ لسيادة دولة مستقلة، لما يمثله من خطورة على الأمن والسلم الدوليين، وهما من المهام الأساسية التي أسس مجلس الأمن للحفاظ عليها. لكنه لفت إلى أن الفيتو الأمريكي سيعيق أي إدانة متوقعة، حيث تُجهض الولايات المتحدة بانتظام أي قرار أممي يدين إسرائيل على انتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي.
تحرك دبلوماسي عراقي ضد إسرائيل
أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية بأن الحكومة العراقية تقدمت بمذكرة احتجاج إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى مجلس الأمن، تدين فيها ما وصفته بـ"الانتهاك الصارخ" لسيادة العراق. وجاء ذلك بعد استخدام الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي العراقي لتنفيذ هجمات على إيران فجر يوم السبت الماضي.
وأكد الناطق باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أن العراق قدم المذكرة رسمياً، مشيراً إلى أنها تضمنت إدانة شديدة لـ"الانتهاك الصارخ" الذي ارتكبته إسرائيل عبر اختراق أجواء العراق واستخدامها في الهجوم على إيران. وأوضح أن الهجوم وقع يوم 26 أكتوبر الجاري، مما دفع الحكومة العراقية للتحرك بشكل عاجل على المستوى الدولي.
وجه رئيس الوزراء العراقي وزارة الخارجية بالتواصل مع الجانب الأمريكي بشأن هذا الخرق، مستنداً إلى بنود اتفاق الإطار الاستراتيجي بين البلدين. ويأتي هذا التواصل في إطار التزام الولايات المتحدة تجاه أمن العراق وسيادته، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء العراقية.
وأوضح البيان الحكومي أن العراق يلتزم بشكل صارم بسيادته واستقلاله وحرمة أراضيه، مشدداً على رفض استخدام الأجواء أو الأراضي العراقية للاعتداء على أي دولة، خصوصاً دول الجوار التي تربطها بالعراق علاقات ودية ومصالح مشتركة.
وختم البيان بتأكيد حرص العراق على الحفاظ على استقرار المنطقة عبر منع استغلال أراضيه في الصراعات الإقليمية. وأكدت الحكومة دعمها لسياسات الحل السلمي للنزاعات من خلال الحوار والتفاهم المتبادل، بما يعكس سياسة ثابتة تهدف إلى تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.