يعتبر متحف «الخزف الإسلامي» الذي يشغل قصر الأمير عمرو إبراهيم، وتم افتتاح الأيام الماضية بعد إغلاق استمر قرابة الـ 14 عامًأ، علامة بارزة بين متاحف العالم، ويعد من أفضل متاحف الخزف عالميًا، كونه شاهدًا على ما قدمه الخزّافون المسلمون من روائع فنية تضاهي أرقى الخزفيات في العالم، وجاءت فكرة إنشاء متحف الخزف الإسلامي لعرض مجموعة من روائع الخزف المصنوع على طراز العمارة الإسلامية، فالحضارة المصرية أقدم الحضارات الإنسانية علاقة بفن الخزف منذ ما قبل التاريخ وعلى مر العصور.
يحتوى القصر على مجموعة قاعات ضخمة تتوسطها القاعة الرئيسية، والتي تتمركز حول نافورة من الرخام الملون – والقاعة مغطاه بقبة رئيسية فخمة، وبها مجموعة رائعة من نوافذ الزجاج الملون المؤلف بالجص، حيث تصطف على مدار المحيط الدائرى للقبة الشامخة التي تعلو البهو، فوق الطابقين الأرضى والأول للقصر.
ولما لمتحف الخزف الإسلامي من أهمية كبيرة، أجرى «موقع صدى البلد» حوارًا مع مدير المتحف الفنان أمير الليثي، للحديث حول مقتنيات المتحف، وكيف تم الحفاظ عليها، وكيفية إجراء عمليات الترميم لهذه المتقنيات، ورؤيته المستقبلية للمتحف.
وأكد الليثي أن مجموعة الأعمال الخزفية المعروضة بالمتحف تم اختيارها بعناية من متحف الجزيرة، والمتحف الإسلامي، تؤكد على مدى تقدم وبراعة الفنان المصري في الخزف، ولفت إلى أنمتحف الخزف الإسلامي مصنف على مستوى العالم بأنه من أهم متاحف الخزف، لاحتوائه على حقب زمنية مختلفة، لطرز متعددة مختلفة، فضلا عن القيم الجمالية الخاصة بالأعمال شديدة الروعة والخصوصية، وإلى نص الحوار:
في البداية ما هي أهمية متحف الخزف وتاريخه؟
المتحف يُعد واحداً من أهم المتاحف المصرية العريقة، لما يحتويه من مجموعات رائعة من المنتجات الخزفية النادرة، مشيراً إلى أن تاريخ متحف الخزف، المقام بقصر الأمير عمرو إبراهيم، يعود إلى 1923م، والقصر يتكون من طابقين وبدروم (قاعات العرض المتغير)، ويقع على مساحة نحو 774 متراً مربعاً، بينما تبلغ مساحة الحديقة 35592 متراً مربعاً، ويضم المتحف نحو 320 قطعة من الخزف، ترجع لعصور مختلفة، مثل العصرين الأموى والعباسى، وبعضها من القرن الـ16، تنتمى إلى مناطق الإنتاج المختلفة، كما تُمثل الأساليب المتنوعة، وطرق الصناعة، والتقنيات، التى ازدهرت فى كل من هذه الحقب والعصور التاريخية.
متحف الخزف الإسلامي تم افتتاحه بعد مرور 14 عامًا على إغلاقه من أجل الترميم ورفع الكفاءة.. كيف تم الحفاظ على مقتنياته؟
مقتنيات المتحف عبارة عن مجموعات فنية رائعة من الخزف، يعود تاريخ بعضها إلى عدة قرون مضت، تتميز بألوانها المميزة، ما يخلق حالة فريدة من التكامل مع بعضها البعض، وبالنسبة لعملية الترميم التي تمت للمتحف كان خاص بعمارة مبنى المتحف، وتم الحفاظ على مقتنياته على مدار السنوات الماضية من خلال وضعها في أماكن مخصصة لها بطريقة أمنة، وجيدة، لذا لم تتعرض لأي مخاطر أو أضرار.
كم يبلغ عدد المقتنيات الخاصة بالمتحف.. وما هي أبرز هذه المقتنيات؟
المتحف يضم مجموعة كبيرة من المقتنيات التي تبلغ نحو 320 قطعة من الخزف متنوعة من الطرز المختلفة، ومن أبرز هذه المقتنيات توجد مجموعة مميزة من الخزف الفاطمي، ومن أهم المعروضات في المتحف، بالإضافة للطراز التركي، وغيرها.
القيمة الجمالية لمتحف الخزف الإسلامي؟
القيمة الجمالية لمتحف الخزف الإسلامي، كونه قصر الأمير عمرو إبراهيم، أحد المباني الخاصة بالعمارة الإسلامية، ويجمع التراث المعماري الخاص به بين المملوكي والتركي والأندلسي، ومزخرف بمجموعة من الزخارف الإسلامية، والكتابات الخطية بالخط الكوفي، هو متحف نوعى يحكى تاريخ الخزف الإسلامى على مدى قرون عديدة، وتتنوع المقتنيات ما بين فازات وأطباق وأعمال فنية بأشكال مختلفة.
ويُضفي الطابع المعماري للقصر وتفاصيل التصميم الداخلي للقاعات المشبعة بالزخارف الإسلامية مزيداً من الجمال والعراقة والتناغم بين المقتنيات والمكان؛ ما يجعل الزائر يعيش حالة حضارية وفنية استثنائية، يستمتع خلالها بعرض متحفي مميز.
هل من الممكن إضافة مقتنيات جديدة للمتحف؟
مجموعة الأعمال المتواجدة بالمتحف تم اختيارها بعناية من متحف الجزيرة، والمتحف الإسلامي، وكان الغرض من إنشاء المتحف هو إنشاء متحف نوعي متخصص في فرع واحد من الفنون وهو الخزف، كنوع من التأكيد على مدى تقدم وبراعة الفنان المصري في الخزف.
واعتقد أن المتحف لا توجد به أي مساحات لإضافة مقتنيات جديدة إليه، فكل المساحات الخاصة به مليئة بالأعمال، ولا توجد مساحة لاقتناء أي مجموعة جديدة.
كيف تتم عمليات الترميم لمقتنيات المتحف إذا تعرض أحدها لضرر؟
المتحف يتبع قطاع الفنون التشكيلية، والقطاع به إدارة كاملة للترميم، وهي متخصصة في عمليات الترميم للأعمال الفنية، الخاصة بالقطاع، سواء أعمال نحت، أو لوحات زيتية، أو أعمال خزف، وهي الإدارة المنوط بعمليات الترميم، وبالفعل قامت الإدارة بترميم بعض الأعمال الخاصة بمتحف الخزف التي كانت بحاجة إلى ترميم قبل الافتتاح.
بصفتك الفنية.. كيف ترى مستقبل متحف الخزف وتعزيز الاستفادة منه؟
متحف الخزف الإسلامي مصنف على مستوى العالم بأنه من أهم متاحف الخزف، لاحتوائه على حقب زمنية مختلفة، لطرز متعددة مختلفة، فضلا عن القيم الجمالية الخاصة بالأعمال شديدة الروعة والخصوصية، بالإضافة إلى التقنيات المستخدمة في الأعمال التي قام بها الفنان المصري في الطرز المختلفة تقنيات صعبة جدًا تقنيات تحمل في مضمونة الفكر العملي الذي ظهر بنجاح من خلال التحكم في الخامة وإظهار أقصى طاقات الجمال الموجودة فيها.
فهذا المتحف عبارة عن منارة للثقافة والفن والجمال بجانب إنها منارة لعلوم فن الخزف للدارسين في كليات الفنون المختلفة، وللباحثين في مجال الخزف بشكل عام.
وافتتاح المتحف منحهم فرصة مرة أخرى لإعادة الدراسة والتمعن، والاستفادة من المعلومات المتوفرة داخل المتحف.
وبالنسبة لتعزيز الاستفادة منه، وهذا ما نعمل عليه الآن، وضع المتحف على الخريطة السياحية، ومنذ أن تم افتتاحه استقبل المتحف العديد من الزوار، سواء أجانب أو مصريين.
هل تتوقع زيادة عدد زوار المتحف؟
خلال الفترة الماضية قبل الافتتاح، كان يتوافد على المتحف أعداد كبيرة بشكل يومي، للاستفسار عن موعد الافتتاح، ومنذ أن تم افتتاحه يستقبل المتحف يوميًا أعداد كبيرة من الجماهير لزيارته، والاستمتاع بالقيم الجمالية الخاصة به، سواء في المباني أو في المقتنيات الخاصة به.
وأتوقع أن أعداد ستزداد تدريجيا مع الأيام القادمة، خاصة من زوار القاهرة من الأجانب والعرب، بالإضافة للمصريين.