قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

ماريان جرجس تكتب: بين عرش الدولار والـ 100 بريكس

×

من قازان في روسيا، وسط أجواء ثلجية، يجلس الدب الروسي ملوحًا بعملة ملونة تحمل رقم 100 وعليها صور لدول البريكس وكأنها عملة حقيقية لهذا التكتل الاقتصادي الذي يناطح ال G7
ويهدد عرش الدولار وهيمنته على الأسواق العالمية مؤخرًا ، ولكن علي ما يبدو أن بوتين يؤمن أن بداية النجاح هو الإيمان بحتمية النجاح ، فاستصدار عملة موحدة لدول البريكس يحتاج إلى بنك مركزي في المقام الأول، ويحتاج إلي وقت طويل حتي أن تكون هذا العملة الحقيقية ، ولكنه استطاع أن يقدم شو إعلامي ساخن من قلب روسيا الباردة ويروج لتكتل البريكس بمجرد تلويحه لعملة البريكس المرتقبة .
ربما قد حان الوقت بالفعل لرسم خريطة مالية جديدة للعالم من سماتها التعددية القطبية والتكامل ، فأكثر ما يميز هذا التكتل الاقتصادي هو التكامل بين البلدان بين روسيا والصين والهند ؛ أكبر اقتصادات العالم ودول نامية مثل مصر وإثيوبيا والبرازيل ؛ دول من العالم العربي والإفريقي وأمريكا الجنوبية ؛ تلك التوليفة ، على عكس الاتحاد الأوروبي أو مجموعة العشرين أو السبع ، والتي تضم دول أوروبية فقط أو دول ذات اقتصاد قوي فقط ، تنبئ بخريطة اقتصادية جديدة للعالم ، وتكامل اقتصادي يعالج الفجوات التي عانى منها العالم ماليًا.
فالكوارث الاقتصادية السابقة كشفت العوار المالي والعيوب الجسيمة التي يتسم بها نظام العالم المالي ، وعدم قدرته على الصمود والتضخم وتهديد الأمن الغذائي و النقص في سلاسل الإمداد و التوريد والفجوة التمويلية .
ولكن هذا التكتل الذي يضم 43% من سكان العالم ، سيكون أكثر مرونة وأكثر مساعدة للدول النامية من خلال قروض ميسرة وتمويل للمشروعات الخضراء، وكأن تلك الدول تساعد الدول النامية حتي تتمكن الدول النامية من مساعدة الدول الكبرى.
ومرة أخري تكون مصر هي تفاحة المشهد، دولة نامية باقتصاد استطاع أن يصمد ، ذات موقع استراتيجي وجيوسياسى، بوابة للأسواق الإفريقية ولسان حال الدول النامية ، وصوت إفريقيا ، جزء من مبادرة الحزام والطريق من خلال قناة السويس وكأنها همزة الوصل بين كل القارات وقناة اتصال بين كثير من الأطراف.
إن هذا التكتل الاقتصادي الجديد يثير ريبة الغرب ، الذي بات يعلم أن الاقتصاد العالمي به كثير من العوار، وأن اقتصادات دول أوروبا قد أنهكت من الإنفاق العسكري المقدم على هيئة مساعدات إلى أوكرانيا ولم تعد تستطيع أن تغير جلدها أو تواجه التضخم ، فنحن بصدد صناعة مستقبل مالي جديد يحقق أجندة التنمية المستدامة مما يحظى بالثناء من قبل الأمم المتحدة ويراعي الأمن الغذائي والأمن المُناخي ، ويكسر من هيبة العقوبات الاقتصادية الغربية التي دائمًا ما كانت الكارت الرابح الذي تلوح به لأي من يخرج عن سياساتها وضد أي نوع من سياسات الاستقطاب .