ماذا يفعل المسلم إذا وقع في سيئة ؟، سؤال أجاب عنه الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بأسيوط؛ ونوضحه في التقرير .
ماذا يفعل المسلم إذا وقع في سيئة؟
قال «عبدالرحيم»، من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: من وقع في سيئة من السيئات فإن عليه أن يبادر فورًا بهذه الأشياء:
1- أن يستر على نفسه ولا يخبر أحدا بالذنب كما يفعل بعض الناس لأن هذا يعد من المجاهرة بالذنب وقد قال صلى الله عليه وسلم ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ) حديث في الصحيح وهو من الأحاديث المشهورة على ألسنة الناس .
2- أن يبادر بالتوبة ولا يؤخرها فقد يموت قبلها فيكون قد ختم حياته بمعصية والعياذ بالله قال تعالى ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب )
3- أن يبادر بتعويض ما وقع فيه من السيئات بفعل شيء من الحسنات ويدل على ذلك ما يلي: عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله : علمني عملا يقربني من الجنة ويباعدني من النار ؟ قال صلى الله عليه وسلم : إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة قال : قلت : من الحسنات ( لا إله إلا الله ) قال : نعم هي أفضل الحسنات )
قال الإمام الشوكاني: في الحديث دليل على أن كلمة التوحيد هي أفضل الذكر وأفضل الحسنات وحق لها ، فإنها مفتاح الإسلام بل بابه الذي لا يدخل إليه إلا منه ، بل عماده الذي لا يقوم بغيره ، وهي أحد أركان الإسلام ، وهي الفارق بين الإسلام والكفر وبين الحق والباطل.
وشدد: على كل مسلم أن يحرص على الإكثار من قول ( لا إله إلا الله ) ففى كل مرة له بهذا الذكر العظيم حسنات وله مغفرة للسيئات.
التوبة من المعصية
قالت دار الإفتاء المصرية إنه من المعلوم شرعًا أن التوبة من المعصية واجبة شرعًا باتفاق الفقهاء؛ لأنها من أهم قواعد الإسلام.
قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (12/ 238، ط. دار الكتب المصرية) عند تفسيره لقول الله تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31]: [قوله تعالى ﴿وَتُوبُوا﴾: أمر، ولا خلاف بين الأمة في وجوب التوبة، وأنها فرض متعين.. والمعنى: وتوبوا إلى الله فإنكم لا تخلون من سهو وتقصير في أداء حقوق الله تعالى، فلا تتركوا التوبة في كل حال] اهـ.
وتابعت: التوبة من الذنوب واجبة، على المذنب أن يبادر بها؛ ليخرج من الدنيا سليمًا معافًى آملًا وراجيًا من الله عزَّ وجلَّ أن يتفضَّل عليه ويُدخله الجنة وينجيه من النار، وإذا تعلَّق الذنب بحقوق العباد فلا بد من التحلل من المظلمة؛ لأن الله تعالى قد يغفر ما كان من الذنوب متعلقًا بحقه، ولا يغفر ما كان متعلقًا بحقوق العباد، إلا إذا تحلَّل الظالم من المظلوم فسامحه.
وشددت: فمَن كان مِن المسلمين يفعل ذنبًا أو معصية فعليه بالتوبة من ذلك، وقد تفضل الله تعالى على عباده بقبول توبتهم والعفو عن سيئاتهم، فمتى تاب العاصي من معصيته واستغفر الله لذنبه قَبِل الله توبته وغفر له؛ قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 110]، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25]، وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه الشريف؛ فعن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه رضي الله عنه، أن رسول صلى الله عليه وآله وسلَّم قال: «التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ» أخرجه ابن ماجه والبيهقي في "السنن"، والطبراني في "الكبير".