في قصة تتجاوز حدود الخيال وتثير العديد من التساؤلات حول الأخلاق والطموح، تمكنت فتاة تبلغ من العمر 19 عامًا، تُدعى كروينا زدرافكوفا، من تحقيق حلمها بأن تصبح طبيبة بطريقة غير تقليدية، ولكنها مثيرة للجدل.
تعيش كروينا، التي ولدت في بلغاريا، في منطقة إيلينغ غرب لندن، وكانت دائمًا تتطلع إلى مهنة الطب، لكن بدلاً من الالتحاق بكلية الطب، قررت أن تتخذ مسارًا جريئًا يتمثل في التظاهر بأنها طبيبة في مستشفى محلي، بحسب oddity central.
البداية الجريئة
في وقت سابق من هذا العام، ارتدت كروينا رداء طبيب أبيض وقفازات مطاطية، متوجهة بثقة إلى مستشفى إيلينغ، لم تكن هذه مجرد مغامرة عابرة، بل كانت خطوة محسوبة من قِبل شابة مصممة على تحقيق حلمها.
خلال وجودها في المستشفى، شوهدت وهي تفحص الأدوات الطبية، تدخل سيارة إسعاف، وتتعامل مع المرضى كما لو كانت طبيبة حقيقية، برزت كروينا بقدرتها على إقناع الجميع من حولها بأنها جزء من الطاقم الطبي، ولم يلاحظ أحد أنها ليست طبيبة على الإطلاق.
الجرأة والتكرار
كروينا، التي لم تفقد الأمل في أن تصبح طبيبة، عادت إلى المستشفى بعد ثلاثة أيام من تجربتها الأولى، هذه المرة، كانت تحمل سماعة طبية حول رقبتها، واستمرت في تأدية دورها كطبيبة، خلال هذا اليوم، عالجت مريضة تُدعى كريستينا، التي كانت تحت الاعتقال، وبالرغم من وجود ضابطين من الشرطة يشرفان على العلاج، لم تتردد زدرافكوفا في تقديم الرعاية للمريضة، حيث قامت بإدخال حقنة من مادة غير معروفة في فمها، ولحسن الحظ، لم تتسبب المادة في أي آثار سلبية على المريضة.
النتائج القانونية
ومع ذلك، لم تدم هذه التجربة طويلاً، حيث تم القبض على كروينا بعد يومها الثاني في العمل، تم الحكم عليها مؤخرًا بالسجن لمدة 12 شهرًا تحت المراقبة، بالإضافة إلى 15 يومًا من أنشطة إعادة التأهيل، كما تم منعها من دخول أي منشأة تابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية إلا في حالات الطوارئ الصحية.
الدفاع عن الحلم
خلال المحاكمة، حاول محامي كروينا تصويرها على أنها شابة مهاجرة تسعى لتحقيق حلمها في أن تصبح طبيبة، دون أن تعرّض أي شخص للخطر الحقيقي، وقد نجح في إقناع القاضي بالتعامل معها بلطف في حكمه.
ووصف المحامي كيف كانت كروينا تتفاعل مع المرضى، حيث كانت تقدم لهم الدعم النفسي وتطمئنهم، وكأنها تعيش حلمها بكل تفاصيله.
قصص مماثلة
لم تكن كروينا هي الحالة الوحيدة التي انتحلت شخصية طبيب، فقد شهدت بعض الدول حالات مشابهة، مثل شاب من جنوب أفريقيا استخدم دروس “يوتيوب” لإجراء عمليات جراحية على المرضى، وآخر أصبح نجمًا على منصة “تيك توك” من خلال انتحال شخصية طبيب.
هذه الحالات تثير تساؤلات حول الحدود الأخلاقية للرغبة في تحقيق الأحلام، ومدى تأثير تلك الرغبات على حياة الآخرين.
الطموح والسعي
بينما يمكن اعتبار ما قامت به كروينا عملًا غير مسئول، فإنه يعكس أيضًا طموحًا غير عادي ورغبة قوية في تحقيق الأحلام، حتى لو كانت الطرق غير تقليدية، لكن من المهم أن نفهم أن الرغبة في تحقيق الطموحات يجب أن تكون مقترنة بالمسئولية والمعرفة اللازمة.
قصة كروينا زدرافكوفا تفتح الأبواب أمام الكثير من النقاشات حول الأخلاق والطموح والشغف، بينما يُنظر إلى تصرفاتها على أنها جريئة، يجب أن نتذكر أهمية الاحترافية والتدريب في مجالات مثل الطب، حيث تتعلق الأرواح والمصائر بقرارات خاطئة قد تتخذ في لحظات الاندفاع.
إن السعي لتحقيق الأحلام هو أمر نبيل، لكن يجب أن يترافق مع الالتزام بالقيم الأخلاقية والمهنية.