قال النائب عامر الشوربجي، عضو لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، إنه من المعروف أن القمح من المحاصيل التي تجود زراعتها فى الشمال أو الجنوب في شمال دول البحر المتوسط أو جنوب البحر المتوسط.
وأضاف الشوربجي، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن ليل الشتاء طويل وجو مناسب لزراعة محصوص القمح، وبالتالي من الأفضل زراعة القمح في شهر نوفمبر، لأنه قبل هذا الموعد سيعرض محصول القمح للخطر حال زراعته في درجة حرارة مرتفعة ستكون غير مناسبة للقمح، لأن تأخير زراعته سيجعل نموه بطيئا بعد شهر ديسمبر.
وأكد عضو لجنة الزراعة والري بمجلس النواب أن إنتاجية مصر من القمح تتراوح من 17 إلى 20 إردبا للفدان، ومن الممكن أن تقل فى الوجه القبلي أو تزيد فى بعض الأراضي التي تزرع قمح مكان أرض كانت مزروعة فاصوليا.
وطالب وزارة الزراعة والمراكز البحثية باستنباط أصناف جديدة من المحاصيل عالية الإنتاجية للتغلب على الأراضى الناقصة، مشيرا إلى أننا نزرع حوالي 3.7 مليون فدان قمح، ومصر تحتاج إلى زراعة 6 ملايين فدان قمح.
وكشف عن أنه في حالة زراعة محصول القمح في الوقت المناسب في شهر نوفمبر، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة الإنتاجية من محصول القمح، وبالتالي سيوفر كميات القمح المستوردة من الخارج.
كان الدكتور محمد علي فهيم، رئيسمركز معلومات المناخبوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، كشف عن أهم التوصيات لمزارعي القمح خلال الموسم القادم.
وأوضح "فهيم"، في تصريحات له، أنه لا بد من الحرص "الشديد" والانتباه لـمزارعى القمحالموسم القادم والالتزام حتى نهاية ظاهرة النينو المناخية الحالية لعدم تكرار ما حدث خلال المواسم السابقة من مشاكل سواء نقص الإنتاجية بسبب المناخ الحار للصيف المبكر في (2018)، أو انتشار الصدأ الاصفر بكثافة في (2019 وجزئياً فى 2021)، أو دفء وجفاف الشتاء في 2020 و2022، وعدم الوصول إلى نمو خضري جيد قبل الطرد في 2023.
مواعيد الزراعة
وأشار رئيس مركز معلومات تغير المناخ إلى أنه يجب الالتزام بأن تكون الزراعة في نوفمبر، لأن التبكير أو التأخير سوف يؤدي إلى مشاكل عدم مناسبةالظروف المناخيةلمرحلة النمو، خاصة فى المراحل الحرجة مثل مرحلة الإنبات أو التزهير أو الطور اللبني والعجيني، لذلك فأنسب ميعاد هو النصف الأول من "هاتور"، وهاتور هو الشهر الثالث فى التقويم القبطي المصري والذي يوافق من 10 نوفمبر إلى 9 ديسمبر.
وأشار إلى أن الزراعة المبكرة في "أكتوبر" تجعل النبات يأخذ احتياجاته الحرارية "مبكراً"، بالتالي يدخل النبات فى مراحل نضج مبكر بدون بناء مادة جافة مناسبة للمحصول، ما يعني طردا مبكرا وتزهيرا في "عز" البرد، ومشاكل فى الإخصاب وتقزما وضعفا في إنتاج الحبوب والتبن طبعاً.
وذكر أن التأخير لما بعد منتصف ديسمبر "الشتاء القادم متوقع أنه شديد البرودة ويتخلله موجات صقيع" وبالتالي التأثير على مراحل النمو الخضري الأساسي ونقص فى النمو الخضري وضعف فسيولوجي وتهيئة أكثر للإصابة بالأمراض وخاصة الصدأ الأصفر، كما يحدث تأخر لمرحلة الطور "اللبني" والطور "العجيني" ليكونا فى النصف الأول من أبريل، وهما المرحلتان الأشد حساسية لدرجات الحرارة المرتفعة في حالة وجود صيف مبكر.
وعدد فهيم أهم الأصناف التى تجود فى معظم مناطق الجمهورية وهي جيزة 171، ومصر 4، وسخا 95 و96، وهناك مصر 3 مبكر للزراعة المتأخرة، وهناك سدس 14 الوجه القبلي وبني سويف.
وأوضح فهيم أن الزراعة على مصاطب بالسطور سواء بالسطارات الآلية أو يدوياً تكون عبارة عن مصاطب عريضة (عرض من 90 سم إلى متر) ويزرع فوقها من 5- 7 سطور وتوفر كمية التقاوي المستخدمة في الزراعة، وتساهم في انتظام توزيع التقاوي في الحقل وانتظام عمق الزراعة وضمان تغطية الحبوب عقب الزراعة، بالإضافة إلى زيادة سرعة الإنبات ونسبته وانتظام نمو النباتات وزيادة التفريع وتقليل منافسة النباتات لبعضها، كما أنها تعمل على زيادة المحصول من الحبوب بنحو 10% عن الزراعة اليدوية، فضلا عن توفير وقت الزراعة ونفقات العمالة اليدوية، لافتا إلى أنها تساهم في إمكانية استعمال الماكينات المجهزة للتسميد بالجرعة التنشيطية مع الزراعة وسهولة استخدام الكومباين في الحصاد ورفع كفاءة عملية الحصاد.
الزراعة على المصاطب
ونوه إلى أن الزراعة بالسطارة على مصاطب تتم من خلال عمل المصاطب وزراعة القمحعليها، ويتم الري في المسافات بين المصاطب فقط بحيث لا تصل المياه إلى ظهر هذه المصاطب، وتتسم بانخفاض تكاليفها، حيث توفر تقاوي بمعدل 30%، وتوفر مياه الري، حيث يتم الري بين المصاطب، بالإضافة إلى عائد متمثل في زيادة الإنتاج بنحو 25%.
وأشار إلى أن المصاطب المرتفعة هي أفضل شيء عند وجود نسبة ملوحة فى المياه أو التربة، يعني ارتفاع المصطبة تقريبا 20 إلى 25 سم عند زيادة الملوحة.
ونوه فهيم إلى أن الري يعتبر من العمليات الهامة في الحصول على محصول مرتفع من القمح، ويحتاج القمح حوالي 4- 5 ريات في الوجه البحري، بالإضافة إلى رية الزراعة ويجب العناية ومراعاة الدقة والعناية في رية الزراعة لأن الزيادة تؤدى إلى تفقيع الحبوب والنقصان يؤدى إلى تحميصها، وبالتالي انخفاض نسبة الإنبات.
وقال إن الري بعد ذلك يكون على الحامي وتعطى رية المحاياة (التشتية) بعد حوالي 21 يوما من الزراعة، ويجب ألا تتأخر رية المحاياة عن 25 يوما إلا فى حالة سقوط الأمطار الغزيرة، ويوالى الري بعد ذلك كل 25 يوما، ويجب عدم تعطيش النباتات، خاصة أثناء فترات التفريع وطرد السنابل، وكذلك أثناء فترة تكوين الحبوب مع مراعاة عدم الري أثناء هبوب الرياح حتى لا تتعرض النباتات للرقاد، وفي كل الأحوال، ويجب عدم الإسراف في مياه الري.