تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وتتعدد السيناريوهات المحتملة للرد الإسرائيلى على الهجوم الإيرانى الأخير، بينما يسعى الطرفان لتجنب تصعيد شامل، فيما يظل احتمال توجيه ضربات عسكرية أو سيبرانية قائما.
وشك شن هجوم علىإيران
ويترقب المجتمع الدولى، الرد الإسرائيلى على الضربة الإيرانية التى جاءت ردا على اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله، ومن قبله قائد حماس إسماعيل هنية، وتتخذ تل أبيب خطوات جادة للرد رغبة منها فى تحسين صورتها العسكرية بعد الهزة التى أحدثتها صواريخ طهران.
وتحاول إسرائيل منذ سنوات إقناع الإدارات الأمريكية بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية أو على الأقل دعم هجوم إسرائيلى عليها.
ومع ذلك، كانت الاستجابة الأمريكية متحفظة دائمًا، حيث تدرك الولايات المتحدة حجم الخطر الذى قد ينجم عن صراع كبير يشمل إيران، خصوصًا فى ظل أزمة النفط العالمية الحالية الناتجة عن الحرب فى أوكرانيا. وفى ظل هذه الظروف، تسعى بعض الدول الخليجية إلى الضغط على إسرائيل لتنفيذ رد محدود، بهدف حماية منشآت النفط الخاصة بها من أى ردود فعل إيرانية.
وعلى مدار السنوات، خاضت إيران وإسرائيل حرب ظل طويلة تمثلت فى عمليات تخريب واغتيالات، حيث كانت الهجمات غير المباشرة هى السمة الغالبة فى الصراع بين الطرفين. إلا أن هذا النهج تغير فى أبريل الماضى عندما شنت إيران أول هجوم مباشر على إسرائيل باستخدام أكثر من 300 صاروخ ومسيرة، فيما سُمى بـ”عملية الوعد الصادق”، جاء هذا الهجوم كرد انتقامى على مقتل 16 شخصًا، من بينهم مسؤول رفيع فى فيلق القدس، خلال هجوم إسرائيلى على قنصلية إيران فى دمشق.
وأكدتقناة كان العبرية نقلا عن مسئولين إسرائيليين، اليوم إن إسرائيل على وشك شن هجوم علىإيران.
وأفاد موقع "والا" الإسرائيلي، السبت، بأن مسئولين أمريكيين كبارًا أبدوا قلقهم البالغ بشأن تسريب وثيقتين استخباريتين أمريكيتين، تناولتا الاستعدادات الإسرائيلية للهجوم على إيران، وهو ما قد يشير إلى احتمال حدوث "خرق أمني كبير" لمجمع الاستخبارات الأمريكي.
ما يتم ما هو إلا تمويه اعلامي
في هذا الصدد قال أحمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إن إسرائيل تصمم على الرد ولابد أن يكون ردا قويا، لأن تل أبيب تعتبر ردها على الهجوم الإيراني فرصة حاسمة لإظهار قوتها في منطقة الشرق الأوسط، فى ظل دعم الولايات المتحدة والغرب لها، وبالتالى تريد أن تستثمر فى هذا الدعم الكبير وتوجه ضربة قوية لطهران، ونتنياهو لديه رغبة قوية فى ضرب المشروع النووى، رغم معارضة البيت الأبيض.
وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد"، أما موعد الرد والهجوم على طهران، أعتقد أن القرار تم التصديق عليه وأن القيادة العسكرية تنتظر الضوء الأخضر من المستوى السياسي، وبالتالى قد ينفذ في أي وقت، لكن هناك أمر يجب أن يتم وضعه عين الاعتبار، هو أنه فى اعتقادى أن نتنياهو يتبع استراتيجية الخداع أو التمويه عبر وسائل الإعلام بشأن رد إسرائيل على إيران،
وتابع: التأخير أو التأجيل يرجع فى ظنى إلى تخوف إسرائيل والولايات المتحدة من قيام إيران برد معاكس كبير، فالمشكلة ليس فى الرد بقدر سعى الولايات المتحدة إلى ضمان عدم تهور نتنياهو من ناحية، ومن ناحية أخرى ضمان تحجيم ومنع إيران من رد معاكس قوى حال قيام إسرائيل بالهجوم عليها.
وأردف: لذلك، فان ما يتم ما هو إلا تمويه إعلامى، خاصة أن الهدف الاستراتيجي لإسرائيل بات واضحا وهو استهداف المشروع النووي الإيراني، لكن هناك اعتبارات هى من تحدد التوقيت، مثل الاستعدادات في الجبهة الداخلية، استعدادا لرد إيراني محتمل، واشغال إيران بالرد حتى تنتهى إسرائيل ونتنياهو من تحقيق ما تريد فى جنوب لبنان وفى قطاع غزة، وبالتالى تمنح نتنياهو فرصة وغطاء لينفذ ما يريد بشأن تنفيذ استراتيجية قضم الأراضى وهو ما تفعله فى الضاحية الجنوبية وفى فصل شمال قطاع غزة عن بقية القطاع، لذلك كل ما يحدث هو يأتى فى إطار سياسة الخداع الاستراتيجي
ووفقًا للمصادر الإسرائيلية، كانت إدارة بايدن حريصة على المساهمة فى صياغة هذا الهجوم لضمان أن يكون “مقننًا” وليس مفتوحًا على مصراعيه، أى أنه هجوم محسوب الأثر، وأوضحت أن هذا الهجوم المتوقع لن يستهدف البرنامج النووى الإيرانى أو المنشآت الصناعية الكبيرة، بل سيركز على أهداف عسكرية مثل معسكرات ومنظومات الدفاع الجوى الإيرانية. وعلى الرغم من التصريحات الإسرائيلية التى تصف الهجوم بأنه سيكون “واسعًا ومميتًا”، تشير المصادر إلى أن هذه التصريحات قد تندرج ضمن إطار الحرب النفسية أكثر من كونها نية فعلية.
من جهة أخرى، كانت إيران قد أعلنت أنها وضعت عشرة سيناريوهات للتعامل مع أى هجوم إسرائيلى محتمل، وتوقع الخبراء الإيرانيون أن يكون الهجوم مركبًا، يجمع بين الضربات الجوية والهجمات الصاروخية، لكن القدرة الإيرانية على تحييد هذا الهجوم ستعتمد بشكل كبير على قدرتها فى تحديد توقيت ونوع الضربة.
وتحدث الحرس الثورى الإيرانى مؤخرًا عن استراتيجيات ما يُعرف بالكمائن الجوية، وهى تقوم على استخدام منظومات الدفاع الجوى والطائرات المسيرة بشكل منسق لصد أى هجوم جوى إسرائيلى محتمل، ومع ذلك، يشدد فراس إلياس على أن نجاح هذه الاستراتيجية يبقى مسألة نسبية، حيث لا يوجد ضمان مطلق لقدرتها على منع وقوع الضربات بشكل كامل.