تحتفل الطرق الصوفية بمولد الإمام الحسين- رضي الله عنه-؛ والذي يقام على مدى أسبوع، يختتم بنهاية شهر أكتوبر الجاري، وفي السطور التالية نرصد أبرز مظاهر الاحتفال والتعريف بـ الإمام الحسين رضي الله عنه.
الإمام الحسين بن علي
الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو عبد الله ريحانة النبي وشبهه من الصدر إلى ما أسفل منه ولما ولد أذن النبي صلى الله عليه و سلم في أذنه وهو سيد شباب أهل الجنة وخامس أهل الكساء .
والدته السيدة فاطمة بنت رسول الله سيدة نساء العالمين، وأبوه سيف الله الغالب سيدنا عليُّ بن أبي طالب رضى الله عنه.
ولد الإمام الحسين (أبو عبد الله) رضى الله عنه، في الثالث من شعبان سنة أربع من الهجرة، بعد نحو عام من ولادة أخيه الحسن رضى الله عنه، فعاش مع جده المصطفى ﷺ نيفًا وست سنوات .
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لما ولد الحسن سميته حربا فجاء رسول الله ﷺ فقال : " أروني ابني ما سميتموه " قلنا : حربا قال : " بل حسن". فلما ولد الحسين سميته حربا فجاء النبي ﷺ فقال : " أروني ابني ما سميتموه " قلنا : حربا قال : " بل هو حسين " .
وقد استشهد الحسين، وله من العمر سبعة وخمسون عامًا، واستُشْهِدَ في يوم الجمعة أو السبت الموافق العاشر من المحرَّم في موقعة كربلاء بالعراق، عام إحدى وستين من الهجرة.
قتله حولي بن يزيد الأصبحي، واجتزَّ رأسه الشريفَ سنانُ بن أنس النخعي، وشمر بن ذي الجوشن، وسلب ما كان عليه إسحاق بن خويلد الخضرمي.
وقد شهد الحسين مع والده واقعة (الجمل)، و(صِفِّينَ)، وحروب الخوارج وغيرها، كما شارك بعد وفاة أبيه في فتح أفريقيا وآسيا، كما سجَّله سادة المؤرخين.
وقد تزوج الحسين رضى الله عنه بعدد من النساء؛ رجاء كثرة النسل، لحفظ أثر البيت النبوي، كما فعل أبوه من قبل، وقد حَقَّقَ الله هذا الرجاء، فحفظ ميراث النبوة وعصبتها في نسل الحسن والحسين وزينب أخت الحسين، وفاطمة ابنته، رضي الله عن الجميع.
أمَّا أبناؤه، فهم:
عليٌّ الشهيد، أمُّه: برة بنت عروة بن مسعود الثقفي من أشرف بيوت العرب.
عليٌّ الأوسط (أو المثنى)، واشتهر بالإمام ، وعليٌّ الأصغر (أو المثلث)، واشتهر بزين العابدين السَّجَّادِ، وأمهما: الأميرة مشهر بانو بنت كسرى شاهنشاه ملك الفرس.
محمد، وعبد الله، وسكينة الكبرى، والصغرى، وأمهم: الرباب بنت امرئ القيس الكندية من ملوك العرب.
جعفر، وأمه: القضاعية.
فاطمة ، وزينب، وأمهما: أم إسحاق بنت طليحة بن عبد الله من كبار الصحابة.
ولكن نسل سيدنا الحسين رضى الله عنه كله كان من عليٍّ الأصغر (زين العابدين السجَّاد - لأنه كان كثير السجود -) فمن بنتيه: فاطمة وزينب ، وإن كانت ذرية فاطمة قليلة ونادرة.
وقد روى الحاكم وصححه عن الرسول ﷺ قال: «حُسَيْنٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، اللهمَّ أَحِبَّ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ، الحَسَنُ والحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ».
وروى ابن حِبَّانَ وابن سعد وأبو يعلى وابن عساكر عنه ﷺ أنه قال: «من سَرَّهُ أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة؛ فلينظر إلى الحسين بن عليٍّ رضى الله عنه».
احتفال الشبراوية الخلوتية بـ مولد الإمام الحسين
فيما احتفت الطريقة الشبراوية الخلوتية، اليوم الجمعة بمولد الإمام الحسين سبط النبي صلي الله عليه وسلم، وذلك بحضور عدد من مشايخ الطرق الصوفية ومريدي الطريقة الشبراوية، وذلك بمقر الطريقة بصلاح سالم، حيث يحضر الاحتفال الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية ونجله الدكتور أحمد الشبراوي.
وشارك في الفعاليات، الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية، والشيخ كريم محمد الشعيبي شيخ الطريقة الشعبية الأحمدية والشيخ سعيد حسن الشناوي شيخ الطريقة الشناوية وعضو المجلس الأعلى للصوفية، وعدد من دعاة التصوف الإسلامي يأتي في مقدمتهم الشيخ سعيد الطنطاوي الداعية الإسلامي، والشيخ يوسف الطنطاوي، والداعية عبد السلام أبو الليل، والدكتور أشرف فتح الباب.
وقالت الطريقة الشبراوية على لسان شيخها المهندس محمد عبدالخالق الشبراوي، إن مولد الإمام الحسين رضى الله عنه وأرضاه من الموالد الكبرى التي يحتفي بها أتباع ومريدو الطرق الصوفية في كل أنحاء مصر، وتقوم الطريقة الشبراوية فى مولد الإمام الحسين بتنظيم حلقات الذكر والدروس العلمية في مسجد الطريقة الشبراوية بصلاح سالم.