ما هي السنن المستحب فعلها يوم الجمعة ؟، سؤال نجيب عنه مع استقبال ليلة الجمعة، وساعة الثلث الأخير من الليل، حيث ثبت في شأن السنن المستحب فعلها يوم الجمعة، ما يلي:
ما هي السنن المستحب فعلها يوم الجمعة؟
جاء في سنن يوم الجمعة عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أمور منها: الغسل ويُشرع للمسلم يوم الجمعة أن يُبْكر في الخروج للمسجد بعد الاغتسال وورد في ذلك الحديث الشريف لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّه قال: من اغتَسَل يومَ الجُمعةِ غُسلَ الجنابةِ ثمَّ راح فكأنَّما قرَّب بدنةً، ومن راح في السَّاعةِ الثَّانيةِ فكأنَّما قرَّب بقرةً، ومن راح في السَّاعةِ الثَّالثةِ فكأنَّما قرَّب كبشاً أقرنَ، ومن راح في السَّاعةِ الرَّابعةِ فكأنَّما قرَّب دجاجةً ومن راح في السَّاعةِ الخامسةِ فكأنَّما قرَّب بيضةً، فإذا خرج الإمامُ حضرت الملائكةُ يستمعون الذِّكرَ) أمّا قول النبي في الحديث (من اغتسل غسل الجنابة) أي اغتسل كغُسله للجنابة، وقيل: بل المقصود أنّه جامَعَ زوجته ثم اغتسل للجنابة.
ومن سنن يوم الجمعةارتداء أفضل الثياب وأنظفها وأجملها: اقتداءً بفعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وهناك محلّ اختلافٍ بين الفقهاء من حيث اللون، وفيما يأتي بيان آرائهم: الشافعية والحنفية: قالوا إن الأفضل ارتداء الثياب ذات اللون الأبيض. المالكية: ذهبوا إلى أن المندوب ارتداء اللون الأبيض.
كذلك من سنن يوم الجمعة استعمال الطيب: وهو من أحبّ الأمور إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ويسنّ التّطيب يوم الجمعة للرجال خاصّةً عند الذهاب إلى صلاة الجمعة، حيث يجتمع غالب المسلمين في المساجد، وموضع التطيّب يكون في اللحية والرأس. ويجوز التطيب بالمسك والبخور، أو أيّ نوع طيبٍ تحصل به الرائحة الجميلة، والأفضل التطيّب بالمسك.
وأيضا صلاة الصبح يوم الجمعة بسورتي السجدة والإنسان: كان مِن سُنَّته صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي صلاة الصبح يوم الجمعة بسورتي السجدة والإنسان؛ فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الجُمُعَةِ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ».
وفي سنن يوم الجمعةيأتي فضل الدعاء في ساعة الاستجابة: الإكثار من الدعاء يستحبّ من المسلم التّوجه إلى الله -تعالى- بالدعاء والإكثار منه، ودليل ذلك ما رواه البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئاً، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.
كذلك التبكير والذهاب مبكرًا إلى صلاة الجمعة: روى الإمام البخاري في صحيحه عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: إِذَا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، كانَ علَى كُلِّ بَابٍ مِن أبْوَابِ المَسْجِدِ المَلَائِكَةُ، يَكْتُبُونَ الأوَّلَ فَالأوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وجَاؤُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ) وفي هذا الأمر استحباب فعله من جميع العلماء لكنهم اختلفوا في توقيته فقال الجمهورُ باستحبابِهِ من أول النهار، وقالَ الإمامُ مالك، أن المقصود بالتبكير هو الذهاب في وقت زوال الشمس، وليس من أولِ النهار فإذا من سنن يوم الجمعة الذهاب لصلاةِ الجمعة مشيًا على الأقدام، ومن سنن الجمعة الإنصات إلى الخطبة، حيثُ رُويَ عن رسول الله أنَّهُ قال: "إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ، يَومَ الجُمُعَةِ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فقَدْ لَغَوْتَ".
وصلاة الجمعة تعتبر أفضل الصلوات، كما أنّ صلاة الفجر فيه من أفضل الصلوات التي يصلّيها المسلم في أسبوعه، ويقي الله -تعالى- المسلم من فتنة القبر إن مات في يوم الجمعة، أو في ليلتها، ومن الفضائل أيضاً أنّ الله جعل هذا اليوم عيداً للمسلمين، وفيه ساعةٌ لا يسأل العبد الله فيها شيئاً إلّا أعطاه لقوله صلى الله عليه وسلم: ما مِنْ مسلِمٍ يموتُ يومَ الجمعةِ، أوْ ليلَةَ الجمعةِ، إلَّا وقَاهُ اللهُ -تعالى- فتنةَ القبر.
والصلاة على النبي تعد من أعظم سنن يوم الجمعة حيث ينبغي عليك الإكثار الصلاة على النبي، لقول النبي: «إنّ من أفضلِ أيامِكم يومَ الجمعةِ، فأكثروا علَيَّ من الصلاةِ فيه، فإنّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ»، وقال الله تعالى في القرآن الكريم «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا »
كذلك فضل السواك: جاء فضل السواك عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((السِّواكُ مَطهَرةٌ للفَمِ، مَرْضاةٌ للرَّبِّ وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّها كانت تقولُ: إنَّ مِن نِعَمِ اللهِ عليَّ أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُوفِّي في بَيتي، وفي يَومِي، وبين سَحْرِي ونَحْرِي، وأنَّ اللهَ جمَع بين رِيقي ورِيقِه عند مَوتِه؛ دخَل عليَّ عبدُ الرَّحمنِ وبِيَدِه السِّواكُ، وأنا مُسنِدةٌ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فرَأيتُه ينظُرُ إليه، وعَرفتُ أنَّه يُحِبُّ السِّواكَ، فقُلتُ: آخُذُه لك؟ فأشار برأسِه: أنْ نعَمْ، فتناولتُه فاشتدَّ عليه، وقلت: أُلَيِّنُه لك؟ فأشار برأسِه: أنْ نعَمْ، فليَّنْتُه، فأمَرَّه عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: ((أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا دخَلَ بَيتَه بدأ بالسِّواكِ وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((عشْرٌ مِن الفِطرة: قصُّ الشَّارِبِ، وإعفاءُ اللِّحيةِ، والسِّواكُ، واستنشاقُ الماءِ، وقصُّ الأظفارِ، وغَسْلُ البَراجِمِ، ونَتْفُ الإبْطِ، وحَلْقُ العانةِ، وانتقاصُ الماءِ قال زكريا: قال مُصعب: ونسيتُ العاشرةَ، إلَّا أن تكونَ المَضمضةَ.
ومن سنن يوم الجمعة قراءة سورة الكهف: فتلاوتها مستحبّةٌ يوم الجمعة، ودليل ذلك قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (مَن قرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجمُعةِ سطَعَ له نورٌ من تحتِ قَدَمِه إلى عَنانِ السماءِ يُضيءُ به يومَ القيامةِ، وغُفِرَ له ما بينَ الجمُعَتَينِ)، ويكون وقت تلاوتها كلّ يوم جمعة سواءً في اليوم أو الليلة.