أكد الدكتور أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحلف بوضع اليد على المصحف يعتبر يمينًا منعقدة، لافتا إلى أن المصحف يُعبر عن كلام الله سبحانه وتعالى، وبالتالي، إذا كان الشخص يقصد أحكام الله، فإن هذا الحلف يكون جائزًا.
"حط إيدك على المصحف واحلف" تعتبر يمين منعقدة
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، اليوم الخميس، أن ثقافة الحلف بالمصحف ليست مستحبة ويجب أن نتجنبها، مشددًا على أهمية تعزيز ثقافة الصدق والابتعاد عن الشكوك.
وأشار إلى أن ظاهرة التحليف على المصحف، تدل على مشكلة أعمق تتعلق بفقدان الثقة، داعيا المشاهدين إلى ضرورة الاكتفاء بكلام الآخرين وعدم اللجوء إلى الحلف أو الاتهام، مشيرًا إلى أن الثقة والاحترام هما الأساس لبناء علاقات صحية في المجتمع.
حكم كفارة الحلف على المصحف كذبا
تقول دار الإفتاء إن الحلف على المصحف يمين بالله تعالى، قال صاحب "مجمع الأنهر" (1/ 544): [وفي "الفتح": ولا يخفى أن الحلف على المصحف الآن متعارف فيكون يمينًا، وقال العيني: لو حلف على المصحف أو وضع يده عليه أو قال: "وحق هذا" فهو يمين، ولا سيما في هذا الزمان الذي كثر فيه الحلف] اهـ بتصرف.
وعلى هذا: يكون اليمين الذي حلفه الحالف موضوع السؤال يمين بالله تعالى، وهو من أيمان الغموس؛ لأنه حلف على نفي أمر ماض يتعمد الكذب فيه، وهذا اليمين لا كفارة فيه إلا بالتوبة والاستغفار. وهذا هو مذهب الحنفية وأكثر العلماء، ومنهم الإمامان مالك وأحمد رضي الله عنهما، وهذا هو الرأي الذي نختار الإفتاء به.
ونحن نُهيب بالسائل أن يستغفر الله، وأن يتوب إليه توبة صادقة وأن يقلع عن الحلف بهذا اليمين؛ لأنه يمين غموس، وهو من الكبائر وتغمس حالفها في النار؛ لما ثبت في "صحيح البخاري" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَاليَمِينُ الغَمُوسُ».
وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خَمْسٌ مِنْ الْكَبَائِرِ لَا كَفَّارَةَ فِيهِنَّ...» وذكر منها اليمين الغموس.