يختتم أبناء الطرق الصوفية مساء اليوم الخميس، أسبوع الاحتفالات بمولد العارف بالله إبراهيم الدسوقي، وذلك بمسجده في محافظة كفر الشيخ.
مولد إبراهيم الدسوقي 2024
وتحرص الطرق الصوفية التي بدأت الجمعة الماضية أسبوع احتفالاتها بـمولد إبراهيم الدسوقي على ختام فعاليات احتفالاتها اليوم بالإنشاد الديني، حيث يقدم عدد من المنشدين وصلات من المدائح النبوية في وداع احتفالات إبراهيم الدسوقي ومن بين المنشدين: «عصام درويش؛ أيمن الهلالي؛ محسن سلام؛ عبدالحكيم الزيات؛ وأيمن عبدالعزيز».
الاحتفالات تتضمن العديد من الفعاليات الدينية مثل الذكر والأدعية، بالإضافة إلى العروض الفلكلورية والأسواق. تُعتبر هذه الاحتفالات فرصة لتجمع الناس وتبادل الأفكار والبركات.
من هو الشيخ إبراهيم الدسوقي؟
إبراهيم الدسوقي وُلد في عام 633 هجريًا/1235 ميلاديًا، وهو واحد من كبار الأولياء الصالحين في مصر. عاش حياة مليئة بالزهد والتقوى، وأسهم بشكل كبير في نشر التعاليم الإسلامية والتصوف. كان له تأثير كبير في مجتمعه، وأصبح له مريدون وأتباع كثر.
وكانت تعاليم الشيخ إبراهيم الدسوقي تركز على الحب الإلهي، الزهد، والتقوى. دعا أتباعه إلى الابتعاد عن الشهوات الدنيوية والتقرب إلى الله من خلال العبادة والتأمل والخدمة الاجتماعية.
لماذا يشتهر مولد إبراهيم الدسوقي بالفسيخ؟
كما حرص أتباع الطرق المختلفة على شراء الفسيخ كنوع من الارتباط التاريخي بينه وبين المولد؛ حيث يقول مصطفى زايد الباحث في الشأن الصوفي، إن مولد الشيخ إبراهيم الدسوقي في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ يُعتبر واحداً من أكبر الاحتفالات الدينية في مصر، يجمع آلاف الزوار من مختلف أنحاء البلاد. واحدة من أبرز السمات التي تميز هذا المولد هي وجود الفسيخ كعنصر غذائي رئيسي في الاحتفالات. لكن، لماذا يشتهر مولد إبراهيم الدسوقي بالفسيخ؟.
يوضح: الفسيخ هو نوع من الأسماك المملحة التي تُعتبر جزءاً من التراث المصري القديم. يعود تاريخ تناول الفسيخ إلى العصور الفرعونية، حيث كان يُعتبر رمزاً للتجديد والحياة الجديدة.
أما اختيار الفسيخ كطعام رئيسي في مولد إبراهيم الدسوقي يُعتبر رمزاً للبركة والرزق. يُعتقد أن تناول الفسيخ يجلب الحظ السعيد ويزيد من الرزق. الفسيخ يُحضّر بعناية ويُعتبر جزءاً من تقاليد الاحتفال بالمولد.
بمرور الوقت، أصبح الفسيخ جزءاً من الهوية الثقافية لمولد إبراهيم الدسوقي. انتشرت عادة تناوله بين الناس وأصبحت تجذب الزوار الذين يرغبون في تذوق هذا الطعام التقليدي.
تناول الفسيخ خلال مولد إبراهيم الدسوقي يُعتبر جزءاً من الفعاليات الاجتماعية التي تجمع الناس. تُقام موائد كبيرة يتجمع حولها الأصدقاء والعائلات لتناول الطعام والاحتفال معاً.
الفسيخ يُعتبر جزءاً من النشاط الاقتصادي المحلي خلال المولد. العديد من الباعة والمحال التجارية يبيعون الفسيخ والأسماك المملحة، مما يُساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل.
وأصبح الفسيخ جزءاً من التراث الثقافي لمولد إبراهيم الدسوقي، حيث يروي الناس قصصاً حول تحضيره وتناوله، مما يُعزز من الروابط الاجتماعية والثقافية بين الأجيال.
كما أن مولد الشيخ إبراهيم الدسوقي ليس مجرد احتفال ديني، بل هو مناسبة تجمع بين العبادة والتراث الثقافي والاجتماعي. الفسيخ يُعتبر جزءاً لا يتجزأ من هذه الاحتفالات، حيث يُعبر عن البركة والرزق ويعزز من الروابط الاجتماعية بين الناس. من خلال تناول الفسيخ وتبادل القصص والتجارب، يُحافظ المصريون على تراثهم الثقافي ويُضيفون نكهة خاصة لمولد الشيخ إبراهيم الدسوقي.
هذه العادات والتقاليد تعكس حب الناس لشيخهم وإخلاصهم لتعاليمه، وتجعل من الاحتفال بمولده مناسبة مميزة تحمل الكثير من الفرح والبركة. الفسيخ ليس مجرد طعام، بل هو رمز للتراث والهوية الثقافية التي تربط الناس بأرضهم وتاريخهم.
موعد الاحتفال بمولد إبراهيم الدسوقي
مولد الشيخ إبراهيم الدسوقي يُقام كل عام في شهر أكتوبر ويستمر لعدة أيام. يجتمع الناس من مختلف أنحاء البلاد في مدينة دسوق للاحتفال بذكرى الشيخ والتمتع بالأجواء الروحانية والاحتفالية.