انطلقت فعاليات القمة السنوية لمجموعة "بريكس" بمدينة قازان في روسيا، وسط تطلعات لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، من أجل إصلاح الخلل في النظام المالي العالمي.
تقليل الاعتماد على الدولار
أمام تجمع بريكس هدف يتمثل في تحدي الاحتكار الاقتصادي والسياسي الغربي، ويريد الشركاء في بريكس تقليل الاعتماد على الدولار، وفي عام 2023، اقترح الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، عملة موحدة للتداول بين أعضاء البريكس، ويعمل الأعضاء الآن على استخدام عملاتهم الوطنية بشكل أكبر في التجارة الثنائية لعزلهم عن تقلبات العملة وتقليل اعتمادهم على الدولار.
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، في جلسة عمل في إطار فعاليات قمة بريكس التي بدأت أعمالها أمس الثلاثاء، وتستمر حتى يوم غد الخميس فى مدينة قازان الروسية.
عقدت الجلسة الأولى بشكل مغلق بمشاركة زعماء دول البريكس بينما ستكون الجلسة الثانية موسعة بحضور زعماء ورؤساء وفود دول البريكس لمناقشة التطورات الدولية والتعاون الاقتصادي بين دول البريكس وإعلان قازان الذي سيصدر في ختام قمة البريكس.
البريكس وفرصة تبادل الآراء
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن مصر تؤمن إيمانا راسخا، بأهمية تعزيز النظام الدولى متعدد الأطراف، وفى قلبه الأمم المتحدة وأجهزتها، باعتباره الركيزة الأساسية للحفاظ على مكتسبات السلام والاستقرار والتنمية، والضمانة القوية لحفظ الأمن والسلم الدوليين، إلا أن الأزمات المتعاقبة التى عصفت بالعالم، خلال السنوات الماضية، قد أوضحت بما لا يدع مجالا للشك، عجز النظام الدولى عن التعامل بإنصاف مع الصراعات حول العالم .. فضلا عن حالة الاستقطاب والانتقائية، التى أضحى النظام الدولى يتسم بها.
وأعرب الرئيس السيسى، عن سعادته بالحديث فى هذه الجلسة، التى تمثل فرصة مواتية لتبادل الآراء والتشاور، فى إطار من المصارحة، لتعزيز الفهم المشترك للقضايا الدولية والإقليمية الراهنة، كما أثنى على تقارير الإحاطة المقدمة، من رئيسة "بنك التنمية الجديد"، وممثلى مجلس أعمال البريكس، وتحالف سيدات الأعمال، وآلية التعاون البنكية بالتجمع، مؤكدًا دعمنا الكامل لعملهم.
البريكس وتشجيع الأستثمار
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، إن مشاركة الرئيس السيسي في قمة البريكس في روسيا هامة في توقيت مهم يمر به العالم.
وأوضح معطي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن مشاركة الرئيس تؤكد أهمية وتقدير السيسي للرئيس بوتين والعكس، وهذا ما رأيناه في الجلسة التي دارت ما بينهم أمس الثلاثاء التي تؤكد العلاقات الطيبة بين الرئيسين وهذا يبرز العلاقات بينهم وخاصة في "التعامل الاقتصادي" والتعامل أيضا بين مصر ودول البريكس في مجالات مختلفة مثل الطاقة والتصنيع والزراعة.
وأضاف أن مشاركة مصر في “تجمع بريكس” لتوصيل رسالة أن مصر دولة علاقتها طيبة مع جميع دول العالم، لان العالم هذه الفترة منقسم لاقطاب، مثل الولايات المتحدة وحلفائها والصين وحلفائها وفي اقطاب تانية أخرى أيضا، وهذا يعمل مشاكل واختلافات بين الدول ويخلق حساسيات ولكن مصر وصلت رسالة انها مع جميع الدول، معقبا: مصر من الدول القليلة في العالم التي قادرة تحافظ سياسيا انها تكون في حياد بين الدول.
وتابع: فهذا يؤكد أن الدول تعلم أن مصر دولة مهمة في المنطقة وقوية، لذلك كل الدول محتاجها بانها تكون علاقتها طيبة معها، وهذا القبول القوي من الدول يشجع الاستثمار في مصر.
وأكمل: مصر في هذا التجمع بتستفيد من مصادر التمويل من بنك التنمية الخاص بالبريكس بفائدة قليلة بمقارنة بالمصادر الأخرى وهذا تنوع لمصر التمويل بمصر، بما يساعد في الهروب من حصار صندوق النقد الدولي واشتراطاته القاسية، كما ان البريكس تزود العلاقات بين دول الأعضاء وبالتالي تزود الاستثمارات بينهم.
البريكس وتقليل هيمنة الدولار
واكد الخبير الاقتصادي، أن تجمع بريكس لن يكسر هيمنة الدولار ولكن هيقلل من هيمنتها بين دول الأعضاء وهذا من المنتظر.
جدير بالذكر، تركز "قمة بريكس" على قضايا الأمن الغذائي والطاقة، مع اهتمام خاص للشرق الأوسط، وتنعقد هذا العام تحت عنوان "بريكس والجنوب العالمي لبناء عالم أفضل بشكل مشترك".
ويضم تجمع "بريكس"، في عضويته، البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا، مصر، إثيوبيا، إيران، السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وتأسست "بريكس" في عام 2006 من جانب البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت إليها جنوب إفريقيا في عام 2011، وفي 1 يناير 2024، أصبحت مصر وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا أعضاء كاملين فيها.