أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء لشئون التنمية البشرية وزير الصحة والسكان، أن وزارة الصحة تهتم بملف الوقاية من الأمراض والتثقيف الصحي للمواطنين لتوفر على الدولة اقتصاديات كبيرة.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "طب نمط الحياة: مكافحة السمنة، واعتماد نمط حياة خالٍ من التبغ" على هامش فعاليات النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية.
وأضاف أن الوزارة تسعى من خلال الحملات والمناقشات إلى تقليل نسبة المرضى، لافتا إلى أن الأمراض غير السارية مثل السمنة والتدخين تكلف الدولة الكثير من الأعباء المادية.
وأشار إلى أن معدلات الإصابة بالسمنة في مصر مرتفعة للغاية من البالغين، مشددا على أهمية التوعية بالتغذية السليمة للحفاظ على الصحة العامة للمجتمع والوقاية من أمراض سوء التغذية مثل السمنة والتقزم.
وأكد أهمية مواصلة التوعية لمواجهة ما يتم ترويجه على وسائل التواصل الاجتماعي، من نظم غذائيه خاطئة تؤثر على صحة المجتمع.
وسلط وزير الصحة الضوء على ضرورة التوعية بأضرار الإكثار من تناول السكريات، ووضع ضوابط لتناول السكريات لتجنب المشاكل الصحية بالمجتمع المصري.
من جانبها، قالت فاطمة العوا المستشارة الإقليمية لمبادرة التحرر من التبغ، إن استهلاك التبغ ليست جائحة جديدة على المجتمع المصري إلا أنها تطورت خلال الـ20 سنة الماضية تطورا مفزعا، حيث أن 95 بالمئة من الأمراض غير السارية مرتبطة باستهلاك التبغ، وهناك ثمانية ملايين شخص ضحية سنويا من الأمراض المرتبطة بالتبع الغير سارية القلب والسرطان وغيرها.
وأضافت أن النسب تزداد في بعض الدول رغم أن معدلات الاستهلاك عالميا تنحدر حاليا، باستثناء مجموعة دول من بينها مصر، حيث يجب بذل الجهود الحثيثة من جميع الجهات المختصة والتخلص من التأثير المغري للمنتجات الجديدة.
وأشارت إلى أن الطرق التقليدية للدعايا والإعلان ليست هي الحل بل لابد من اللجوء لوسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع الشباب على التخلي عن التبغ وتشجيع الشباب والمراهقين على التخلص من التدخين.
وشددت على ضرورة نشر الوعي عبر الوسائل الحديثة لمخاطبة الجيل الجديد بالوسائل التي يفهمونها، مشددة على ضرورة تطبيق القوانين التي تمنع التدخين في الأماكن العامة، مشيرة إلى أن مصر عضو في الاتفاقية الإطارية المتعلقة بالتدخين والتي يجب تنفيذ بنودها.
وأضافت أنه من المؤسف أن أرقام الإحصاءات والمسح العالمي أظهرت أن الفتيات الصغيرات أصبحن يستهلكن التبغ أكثر من السيدات ، وهي من العادات السيئة التي يجب التخلص منه، وأنه يجب تطبيق السياسات بالتعاون بين القطاعات المختلفة ووزارة الداخلية بوجه خاص وليست وزارة الصحة وحدها.
بدوره، قال الدكتور حسام موافي أستاذ الطب الباطني بكلية طب القصر العيني إن أي شخص مدخن يجب أن يتخلى عن التدخين فور إدراكه أن التدخين سام، حيث أنه إذا تفكر في سبب دفعه إلى التدخين هو التخلص من التوتر، مشيرا إلى أن ممارسة الرياضة أفضل للتخلص من التوتر في تلك الحالة.
وأضاف أن عدم قدرة المدخن على التخلص من التدخين يعود إلى تغيير تعريف الإدمان الذي كان يشمل الشعور بأعراض انسحابية صعبة قد تصل إلى الوفاة، وهو التعريف الذي تغير منذ 18 سنة لتصبح أن أي مادة تدخل إلى الدم يصبح الشخص مدمنا لها.
وأشار إلى أن التوتر يفرز الكورتيزون الذي يجعل الشخص يحاول تعويضه عن طريق النيكوتين، مضيفا أن خطورة التدخين في الإصابة بأمراض الرئة وتداعياتها وليست في الإصابة بالسرطان فحسب.
وأضاف أن خطورة التدخين ليست في النيكوتين فحسب، بل في الدخان المنبعث أيضا، محذرا من لجوء الكثيرين للشيشة اعتقادا بأنها أقل خطورة من السجائر إلا أن حجر الشيشة الواحد يعادل 80 سيجارة.
ودعا إلى تبني حملة ضخمة ضد التدخين في مصر مثل حملة فيروس "سي" بالتعاون بين وزارة الصحة والأزهر والإعلام، مشيرا إلى أن ربط رجال الدين بالقضية ضرورة بسبب أهمية تحذيرهم من أن التدخين ضد الدين من الناحية الصحية والمالية.
وحذر أيضا من السمنة ، واصفا إياها بأنها مشكلة صحية هائلة ومن أخطر الأمراض، مستشهدا بمقولة: "السمنة هي مرض الفقراء في الدول الغنية ومرض الأغنياء في البلاد الفقيرة. ولابد من معرفة أسبابها التي يسعها العلم إلى معرفتها هل جينية أو مكتسبة"، موضحا أن السمنة ترتبط بالعديد من الأمراض مثل أمراض القلب والسرطان وغيرها.
من جانبه، قال منصور القحطاني استشاري الطب الوقائي والأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة التبغ من المملكة العربية السعودية إن مصر والمملكة أعضاء في منظمة الصحة العالمية، حيث يشاركون في اتفاقية هدفها تفعيل السياسات في العالم واقتراح ست سياسات لمكافحة التدخين من الرصد والرعاية والدعاية ورفع الضرائب على التبغ.
وأضاف أن السعودية اتخذت القضية دستورا هاما بعدما كان التدخين منتشرا وطبيعيا في المجتمع السعودي في مرحلة سابقة، ومنذ عام 2019 بدأت مشروع منع التبغ وتحقق تقدم.
وأشار إلى أن اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ، التي تم تفعيلها بشكل أكبر بعد عام 2019، تبنت أفضل سياسة لمكافحة التدخين من خلال الاجتماعات الربعية وغيرها.. موضحا أنه منذ إنشاء تطبيق الكتروني لحظر مخالفات التدخين في الأماكن العامة تم تجييش المجتمع لمكافحة التدخين.
وأفاد القحطاني بأن العمل على نشر ثقافات التخلص من التبغ وانشاء سياسة (مكة والمدينة خاليتين من التبغ) هي من أهم الممارسات، حتى أن 30 بالمئة من السجون أصبحت خالية من التبغ وجميع الوزارات شاركت بمؤشرات أداء لمشاركة فعالة في أفعال نظام منع التبغ.
وأوضح أن التغليف البسيط المقصود به تصنيع عبوات التدخين بلون موحد بمساحة إعلان 90 بالمئة من مساحة العبوة لاخفاء العلامة التجارية وأصبح لون غالبية العبوات أسود، وفرض ضرائب تبلغ 73 بالمئة من تكلفة البيع على عبوات التبغ.
وأضاف أن المملكة أقامت حملة على موقع تويتر تحمل شعار (التدخين مغشوش)، والتي كان لها أثر كبير في التخلص من التبغ، مؤكدا أن سن التشريعات والقوانين تعتبر أفضل وسيلة لمكافحة استهلاك التبغ.