شهدت السنوات الأخيرة محاولات طموحة من شركة آبل لدخول سوق السيارات الكهربائية، وهو المشروع الذي أثار فضول كثيرين وأشعل توقعات ضخمة حول مستقبل عملاق التكنولوجيا في هذه الصناعة.
منذ عام 2017، بدأت آبل التعاون مع شركة صناعة السيارات الصينية BYD، بهدف تطوير خلايا بطاريات تعتمد على تقنية فوسفات الليثيوم والحديد (LFP) لسيارتها المنتظرة.
على الرغم من الاهتمام الكبير والتقدم الذي أُحرز، إلا أن هذا المشروع، الذي عُرف باسم "مشروع تيتان"، لم يصل إلى غايته النهائية، وتم إلغاؤه في أوائل عام 2024.
بداية الشراكة الطموحة
بدأ التعاون بين أبل وBYD بهدف استخدام خلايا بطاريات LFP التي توفر مزايا كبيرة من حيث التبريد والسلامة، وهي مجالات برعت فيها BYD خصوصًا مع إطلاق بطارية Blade في عام 2020.
الشركة الصينية كانت قد أدخلت تحسينات جذرية على تقنيات البطاريات، ما جعلها شريكًا مثاليًا لآبل في هذا المشروع الطموح.
تم تكليف ألكسندر هيتزينجر، الذي سبق له قيادة تطوير سيارة السباق الهجينة بورش 919، بإدارة المشروع من جهة آبل.
إلى جانبه، قاد الفريق مهندس البطاريات مجيب إعجاز الذي ضم 50 مهندسًا آخرين، في حين قاد مايكل هي جهود BYD في هذا التعاون.
مع مرور السنوات، واجه المشروع العديد من التحديات التقنية واللوجستية. ورغم الجهود الكبيرة المبذولة من قبل الفرق الهندسية، بدأت أبل في استكشاف شراكات جديدة في مجال البطاريات، ما أثار التساؤلات حول مستقبل التعاون مع BYD.
في عام 2021، ظهرت تقارير تشير إلى أن آبل بدأت مفاوضات مع شركات صينية أخرى مثل CATL، بهدف الحصول على بطاريات LFP، مع إمكانية التصنيع في الولايات المتحدة.
تقليص الطموحات وإلغاء المشروع
مع اقتراب نهاية المشروع، بدأ يتضح أن السيارة الكهربائية التي طمحت أبل إلى تطويرها لن تتمكن من تحقيق كافة الأهداف المرجوة، لا سيما فيما يتعلق بميزة القيادة الذاتية.
هذا التقليص في الطموحات أدى إلى إلغاء المشروع بشكل كامل في عام 2024، ما وضع حدًا لأحد أكثر المشاريع طموحًا في قطاع السيارات.
ما بعد المشروع: CarPlay هو المستقبل
رغم أن آبل قد تخلت عن فكرة إنتاج سيارتها الخاصة، إلا أن مشاركتها في صناعة السيارات لم تتوقف تمامًا.
إذ تظل الشركة ملتزمة بتطوير وتحسين نظام CarPlay، الذي يستخدمه العديد من مصنعي السيارات حول العالم.
هذا النظام يتيح للمستخدمين ربط هواتفهم الذكية بسياراتهم لتقديم تجربة قيادة أكثر تكاملًا وراحة.
رحلة آبل في مشروع السيارة الكهربائية كانت مليئة بالتحديات والطموحات الكبيرة، ورغم أن المشروع لم يرَ النور في النهاية، إلا أن الشراكة مع BYD وفريق المهندسين الكبير الذي عمل على هذا المشروع قد أسهم في تطوير تقنيات جديدة وتحسينات في مجال البطاريات، قد تجد طريقها إلى مشاريع مستقبلية.
في النهاية، يُظهر هذا المشروع أن أبل لا تزال تسعى للابتكار، حتى وإن لم يكن النجاح دائمًا حليفًا لها.
ومع استمرار تطور سوق السيارات الكهربائية، قد نشهد في المستقبل عودة أبل بفكرة جديدة أو مشاركة أعمق في هذا المجال.
حتى ذلك الحين، يبقى CarPlay هو المحور الأساسي لمشاركة الشركة في قطاع السيارات.