ألقى د. محمد صلاح، رئيس قسم أصول الفقه بجامعة الأزهر، محاضرة حول: (تفكيك الفكر المتطرف من الناحية الأصولية)، ضمن فعاليات الدورة التدريبية التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، لعدد من أئمة ووعاظ بريطانيا، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
«خريجي الأزهر» تناقش تفكيك الفكر المتطرف من الناحية الأصولية في دورة لأئمة بريطانيا
قال د. محمد صلاح: إنه علينا أن نراعي القواعد المنهجية عند التعامل مع النصوص واستنباط الأحكام، وهذا يستلزم مراعاة فهم ومقاصد ودلالات الألفاظ، لأنه أحيانا تأتي الألفاظ عامة، وبعدها يأتي التخصيص بالعقل أو الدليل أو غيرها، مؤكداً أن من لم يراع هذه الأحكام والألفاظ، وعمّم في المطلق، فقد وقع في الخطأ.
وتناول رئيس قسم أصول الفقه بجامعة الأزهر، أمثلة للتطرف في فهم الجماعات المتطرفة، كتفسير المتشددين لحديث: (أمرتُ أن أُقاتل الناسَ)، موضحاً أنه من الأحاديث التي تتضمن لفظاً عاماً هو كلمة (الناس)، ولكن أراد به الرسول صلى الله عليه وسلم الخصوص، وهم الناس الذين يقاتلونه، وذلك استباطاً من قوله تعالى "وقاتلوا في سبيل الله الذين يُقاتلونكم ولا تعتدوا إنّ الله لا يحب المعتدين".
مؤكداً أن الفهم الصحيح لهذا الحديث، واستنباطنا لهذا الحكم، جاء من الفهم الصحيح للدلالات اللفظية، كما أن الحكم لا يؤخذ من نص واحد، بل يجب جمع النصوص الواردة في نفس الموضوع، لاستنباط الحكم الصحيح منها بطريقة منهجية سليمة، لمنع الفهم الخاطئ الذي يؤدي إلى التشدد والتطرف.
وفي الختام، أكد رئيس قسم أصول الفقه بجامعة الأزهر، أن الإسلام دين يحترم العقل، ومن عظمة هذا الدين أن أحكامه معللة بمصالح الناس، لأنه دين يخاطب الفطرة السليمة.