أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، الذي زار الأندلس مرتين، كان رائدًا في المعارك الإسلامية. الزيارة الأولى كانت بعد وفاة الوالي السمح بن مالك الخولاني، حيث قدم كواليس الأندلس وكان واليًا عليهم حتى حضور الوالي المعين من قبل الدولة الأموية. الزيارة الثانية جاءت بتكليف من والي أفريقية عبيد الله بن الحبحاب.
معركة بلاط الشهداء
أصبح اسمه مرتبطًا بقيادة المسلمين في معركة بلاط الشهداء الشهيرة، حيث انتهت بفوز الفرنجة واستشهاد عبد الرحمن الغافقي.
شارك في معركة تولوز مع الوالي السمح بن مالك الخولاني وخسر المسلمون أمام قوات أودو دوق أقطانيا. بعد الهزيمة، انسحب مع قواته وأدار الأمور في الأندلس حتى وصول عنبسة بن سحيم الكلبي. خلال فترة قصيرة، استطاع أن يسكن التمرد في الولايات الشمالية وثبت وضع المسلمين في القواعد التي كانوا قد استولوا عليها في سبتمانيا.
بعد تلك الولاية، نقل المؤرخ شكيب أرسلان عن السياسي والمؤرخ عبد العزيز الثعالبي حملة بحرية على جنوب أوروبا أرسلها إسماعيل بن أبي المهاجر والي أفريقية عام 105 هـ بقيادة عبد الرحمن الغافقي، التي حققت نجاحات في إيطاليا.
في ولايته الثانية، بدأ عبد الرحمن في التصالح بين العرب المضرية واليمانية وجمع كلمتهم بعد اندلاع النزاعات القبلية بينهم. كما أخمد تمرد البربر في الولايات الشمالية بقيادة منوسة ونجح في سحق التمرد وإرسال منوسة سبيًا إلى دمشق.
جمع جيشًا ضخمًا وزحف نحو مدينة آرل بسبب رفضها دفع الجزية. هزم جيش أودو دوق أقطانيا في معركة على ضفاف النهر واستولى على عواصم أخرى مثل بردال وليون، اجتاح عدة مدن ووصل إلى عاصمة الفرنج.
بعد هزيمة أودو، طلب من كارل مارتل المساعدة، وانضم جيشه لمواجهة المسلمين، التقى الجيشان فى وادٍ يقع بين مدينتى تور وبواتييه فى معركة دامت لأكثر من سبعة أيام، وفى يومها الأخير، حدث خلل فى صفوف المسلمين نتيجة اختراق بعض رجال مارتل لمعسكر غنائم المسلمين، مما دفع عدد كبير من المسلمين للتراجع للدفاع عن غنائمهم.
حاول عبد الرحمن حينئذ تنظيم صفوف المسلمين مجددًا وإعادة النظام لجيشه، إلا أنه سقط صريعًا بسهم أودى بحياته، فازداد اضطراب جيش المسلمين، وكثر القتل فيهم. وعند الليل انفصل الجيشان، لكن حال اختلاف المسلمين فيما بينهم على استكمال المعركة، فانسحبوا فى الليل مخلفين ورائهم جرحاهم.
رحيل عبد الرحمن في 27 شعبان 114 هـ (21 أكتوبر 732 م) خلال معركة بلاط الشهداء التي اشتهرت بها.