في الساعات الماضية، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو أثار دهشة العديد من المشاهدين، يظهر فيه كلب يتجول على قمة الهرم الأكبر في الجيزة، في مشهد غير مألوف تمامًا.
المقطع الذي التقطه سائح يُدعى مارشيل موشل خلال تحليقه بطائرة شراعية، نُشر على حسابه في منصة تيك توك يوم الثلاثاء الماضي. وظهر الفيديو اللحظة الغريبة التي رصد فيها الكلب وهو يمشي فوق قمة الهرم، حيث كان نباحه يتردد في الأجواء ويحاول طرد الطيور التي تحلق حوله.
هذا المشهد الفريد سرعان ما أثار موجة من التساؤلات والفضول بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين حاولوا فهم كيفية تمكن الكلب من الوصول إلى قمة الهرم، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 150 مترًا.
وتساءل الكثيرون عن الوقت الذي استغرقه الكلب للوصول إلى هذه القمة العالية، وكيف استطاع مواجهة الرياح الشديدة التي عادةً ما تضرب المناطق المفتوحة على هذا الارتفاع. كما تساءل البعض عن سبب اختيار الكلب لهذا المكان البعيد عن الأرض، معتبرين أنه من المستبعد أن يكون هدفه البحث عن الطعام.
تعليقات طريفة من المستخدمين
تفاعل العديد من المستخدمين بشكل طريف مع الفيديو، حيث علق بعضهم مازحًا بأن الكلب "ربما أراد الهروب من ضجيج المدينة والبحث عن هدوء نادر في هذا الموقع الفريد".
وأشار آخرون إلى أن الحيوان "ربما كان في زيارة لقبر الفرعون الذي كان صديقه المقرب في حياة سابقة"، في إشارة ساخرة إلى الأساطير القديمة حول الحياة بعد الموت.
وكشف الدكتور كرم مصطفى، استشاري الطب البيطري، عن تفاصيل مثيرة حول تسلق كلب هرم خوفو، الذي أصبح الأشهر عالميًا.
وفي تصريحات تليفزيونية لقناة "صدى البلد"، أوضح الدكتور كرم أن التكوين الجسماني للكلب يمكّنه من تسلق الهرم بشرط أن يتم ذلك بهدوء ودون تسرع.
سهولة النزول من قمة الهرم
وأشار إلى أن عملية النزول من قمة هرم خوفو تعتبر أسهل للكلب مقارنة بالصعود حيث ينخفض مستوى الأوكسجين أثناء عملية التسلق، ما يجعل حركة الصعود بطيئة ومتطلبة لمزيد من التركيز.
وأضاف الدكتور كرم أن الكلاب تمتلك خاصية طبيعية تمكنها من تحديد مساراتها فعند سلوك مسافات طويلة صعودًا أو السير في الطريق، يقوم الكلب بترك علامات عبر إفراز مادة مميزة تُعرف باسم "فرمون" وكل كلب لديه رائحته الفريدة، مما يسمح له بتحديد خريطة العودة إلى المكان الذي خرج منه.
قدرة الكلاب على تسلق المرتفعات
وأكد الدكتور كرم أن ليس كل الحيوانات قادرة على تسلق المرتفعات، حيث يُعتبر الكلب من بين الحيوانات الأكثر قدرة على ذلك، إلى جانب الفهد.
في المقابل، فالأسد لا يتمكن من تسلق المرتفعات بسبب وزنه وسرعة جريه.
وأشار إلى أن الكلاب لا تخاف من المرتفعات، وهناك أنواع من الكلاب تعيش في ناطحات السحاب بشكل طبيعي.
علاقة كلب الأهرامات بالمعبود أنوبيس
يرتبط كلب الأهرامات بشكل وثيق بالمعبود أنوبيس، الذي يُعتبر إله التحنيط وحماية الموتى في الثقافة المصرية القديمة يتخذ أنوبيس شكل ابن آوى أو كلب، وكان له دور مهم في طقوس الموت والآخرة.
دورالمعبود أنوبيس
- التحنيط والرعاية: كان أنوبيس مسؤولًا عن عملية تحنيط المومياوات، حيث يُعتقد أنه يحمي الجسد ويؤمن له الانتقال السليم إلى العالم الآخر.
-حماية الموتى: عمل أنوبيس كحارس للمقابر، حيث يُعتبر حامي أرواح الموتى من المخاطر.
- الطقوس الروحية: ساهم في طقوس مثل فتح الفم، التي كانت تُعتبر ضرورية لتمكين الروح من العودة إلى الجسد.
دور الكلب في الثقافة المصرية
كان يُنظر إلى الكلاب بشكل عام كرموز للولاء والحماية، ولذلك ارتبطت بصورة أنوبيس. وقد أظهرت مشاهدات للكلاب وهي تتجول حول المقابر أن المصريين القدماء وثقوا في هذه الحيوانات لحماية موتاهم.