أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال متصلة، حول: "الزوج لا يصرف على زوجته أي شيء يتعلق بها، سواء كان علاجًا أو ملابس أو أي شيء شخصي تريده، ويقول لها: 'أنا ماليش دعوة بيكي'، وقد مضى على زواجهما 20 عامًا ولديهما أولاد، لكنه لا يهتم حتى إذا كانت تحتاج إلى طعام، هو ينفق على الطعام ولكن ليس كنفقة واجبة، وهى تمتنع عن معاشرته".
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال أحد البرامج الدينية، أن المصروفات الشخصية وعلاج الزوجة إذا مرضت أو كسوتها هي من النفقة الواجبة شرعًا، ويجب عليه أن ينفق عليها كما ينفق على نفسه، وإذا كانت بحاجة إلى علاج أو ملابس، من حقها أن تطلب منه ذلك، وواجب عليه أن ينفق عليها ما دام قادرًا على هذه النفقة بغير إسراف ولا تبذير.
وأشار إلى أن عدم إنفاق الزوج يؤثر على حقوق الزوجة، فالزوج يجب أن ينفق على زوجته كما ينفق على نفسه، وهي تتأثر معه كما هو يؤثر عليها، ومن المؤسف أن الزوج غالبًا ما يكون بخيلًا حتى على المستوى المعنوي، وهذا يؤثر على نفسية الزوجة بشكل كبير.
وتابع: "البخل المادي أو المعنوي هو طبع في الإنسان، ويحتاج إلى بعض التدريب لتحسينه، وإذا استمرت الزوجة في السكوت لمدة عشرين عامًا، فهذا يدل على أنها تحملت العيشة لأسباب متعددة، بما في ذلك الأولاد، يجب علينا معالجة هذه القضايا شيئًا فشيئًا حتى يهدينا الله سبحانه وتعالى".
وأكد على ضرورة التدريب، قائلاً: "يجب على الزوج أن يتعلم كيفية إظهار الحب لزوجته بكلمات لطيفة، وكيف يستجيب لطلباتها إذا لم تكن فيها إسراف أو تبذير، وإذا كانت هناك نفقة واجبة، مثل العلاج، يمكنها الصبر واحتساب ذلك عند الله، أو أن تطلب حقها، إذا لم يكن هناك إنفاق واجب، عليها أن تطالب بحقوقها".
وفي رسالة إلى الأزواج الذين يقصرون في حق زوجاتهم، قال الدكتور فخر: "الزوجة أمانة عند الزوج، ولها متطلبات ومشاعر، وإذا لم تُشبع هذه المتطلبات، سيحدث شقاق، والخاسر في النهاية هم الأولاد، إذا كانت المشكلة هي البخل ببعض المال، يجب أن نتذكر أن الحياة لا تتعلق فقط بالمال، حتى لو كان الزوج فقيرًا، يمكنه شراء خاطر زوجته بكلمة حلوة".
واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم"، مشددًا على أن "متطلبات الإنسان كثيرة، ولا يمكن الوفاء بكل احتياجات الناس بالأموال، ولكن يمكن إسعادهم بابتسامة وخلق حسن".