يوجد في محافظة بني سويف العديد من المساجد الأثرية القديمة ويعد مسجد الديري أحد أشهر المساجد التاريخية في بني سويف، إذ افتتحه الملك فاروق في شهر رمضان، بعدما بناه همام بن درويش الديري، عام " 1327 هــ"، أي أكثر من مائة و15 عاما، كما يعتبر من أوائل المساجد المنضمة لهيئة الآثار الإسلامية.
ويقول الداعية الإسلامي، الشيخ سيد محمود زايد، من علماء وزارة الأوقاف ، إن "المسجد أنشئ بالجهود الخيرية، وهو عبارة عن مساحة مستطيلة تزيد على الـ600 متر مربع، تحتوي على أعمدة رخامية استقطبت من إيطاليا ، وقبلته عبارة عن حنية دائرية يكتنفها عمودان مدمجان من الرخام تجمل القبلة الزخارف النباتية والهندسية المذهبة".
أضاف "زايد" أن "المسجد له سقف خشبي تتوسطه زينة مغشاة بالزجاج الملون، وهو مزين بزخارف نباتية، ومئذنة المسجد التي تتوسط الواجهة الشمالية الغربية تعد تحفة معمارية، وهي عبارة عن قاعدة مربعة يليها جسم مثمن ثم دورة المؤذن يعلوها جسم أسطواني تعقبه دورة أخرى تليها قمة المئذنة، وهي بصلية الشكل وتنتهي بهلال من النحاس. وتتميز المئذنة بزخارفها الهندسية والنباتية، بالإضافة إلى المقرنصات والعقود والأعمدة المدمجة.
وأوضح أن "المسجد يوجد به أعمدة رخامية نادرة، ودكة المؤذن التي كان يصعدها المؤذن قبل اختراع مكبرات الصوت (الميكروفونات)، ليبلغ تكبيرات الإمام للمأمومين".
من جانبه، قال الكابتن عماد عبدالخالق، عضو مجلس إدارة المسجد، وحفيد الحاج درويش الديري، صاحب مسجد الديري، إن "جدي لوالدتي الحاج درويش عبدالجواد الديري هو أصلا من ديار أبوبكر في تركيا، ووهب جدي للمسجد 25 فدانا، وله عزبة الديري مساحتها 250 فدان، وكان من تجار القطن، وله أرض يزرعها، وبنى مدرسة الراهبات، ومن ضمن أعماله الصالحة بناء هذا المسجد الذي انضم للآثار، وهو من أقدم المساجد ببني سويف"