الأستاذ الجامعي والكاتب والشاعر العراقي، طه بن صالح الفضيل الراوي، يعتبر واحدًا من أبرز الشخصيات التي أغنت المكتبة العربية بإسهاماته الثرية في مجالات متعددة من التاريخ والأدب العربي.
ولد طه الراوي في عام 1890، وشكّل ركيزة أساسية في النهضة الثقافية العراقية خلال القرن العشرين، حيث ترك بصماته على جيل كامل من الأدباء والعلماء.
في بادئ الأمر، تعرض طه الراوي لمرض الجدري عندما كان في العاشرة من عمره، قبل أن ينتقل إلى بغداد في عام 1910 لينطلق في رحلة تعليمية استوعب خلالها علوماً عدة من علماء بغداد البارزين كمحمود شكري الآلوسي وسعيد الدوري ويحيى الوتري وعباس حلمي القصاب.
التحق بعد ذلك بدار المعلمين فعين بعد اجتيازها مديرًا لمدرسة بالمرحلة الابتدائية، ثم مدرسًا فى مراحل أعلى، كما انتسب إلى مدرسة الحقوق فتخرج فيها سنة 1925، ثم أصبح أستاذًا للآداب العربية وتاريخ الإسلام فى دار المعلمين العالية، كما تولى التدريس فى جامعة آل البيت، وشغل عدة مناصب إدارية فنية، منها: مديرًا للمطبوعات فى وزارة الداخلية 1926، سكرتير مجلس الأعيان 1928، ومديرًا عامًا للمعارف 1937، ليتم اختياره بعد ذلك عضوًا بالمجمع العلمى العربى بدمشق فى 1933 وانتخب رئيسًا للجنة التأليف والترجمة والنشر بوزارة المعارف العراقية 1945.
رحيل طه الراوي لم يكن نهاية مسيرته العطرة، بل ترك وراءه إرثًا ثقافيًا هائلًا يضم العديد من المؤلفات المهمة مثل "بغداد مدينة السلام"، "نظرة في النحو"، "تاريخ العرب قبل الإسلام"، وغيرها الكثير التي تعكس عمق عطاءه وتأثيره البارز في حقول العلم والأدب.