جاء اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيي السنوار قائد معركة طوفان الأقصى - كما وصفته الحركة - استمرارا لقافلة الشهداء العظام على خطى الشيخ المؤسس أحمد ياسين، وكما أردفت “حماس” فأن دماء الشهداء ستظل توقد لنا الطريق وتشكل دافعا للصمود والثبات، فنحن على عهدك يا أبا إبراهيم (يحيى السنوار) ورايتك لن تسقط.
وحول كيف سيؤثر اغتيال السنوار على حركة حماس ومقاومة الاحتلال؟ كما سوف تؤول إليه مسارات التفاوض مع الكيان الصهيوني عقب هذه العملية؟ فكان لنا هذا التوضيح من د. أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي الذي أكد أن اغتيال الزعيم السياسي والقائد الميدان العسكري الأعلى أيضا لحركة حماس يمثل بالنسبة لإسرائيل أكبر انتصار، وبالنسبة للجيش الإسرائيلي تعد هذه المرحلة أو هذه المحطة محطة تاريخية وتحول دراماتيكي لسير العمليات القتالية، وأيضا للروح القتالية لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أستاذ القانون الدولي - في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" - إنه في ذات الوقت يجب الإشارة إلى أن حركات التحرر المسلح مثل حماس أو الميليشيات المسلحة أيضا مثل حزب الله في لبنان، فأن الهيكلية البنائية والتركيب التنظيمي لهذه الجماعات المسلحه الفاعلة من غير الدول أو الميليشيات المسلحة سواء كانت تابعة للدولة أو غير تابعة لها، تختلف تماما عن البنية الهيكلية والتركيب التنظيمي للجيوش النظامية؛ فإذا كانت الجيوش النظامية تتميز بالمركزية الهرمية والتسلسل القيادي الصارم، فأن طبيعة القتال والعمليات العسكرية التي تشنها الجماعات المسلحة من غير فاعلي الدول أو الميليشيات المسلحة كما هو الحال بالنسبة لحركة حماس في قطاع غزة ومليشيات حزب الله في لبنان، يتميز التركيب التنظيمي والهيكلية البنائية لهما بالمرونة واللامركزية مقارنة بالجيوش النظامية.
وأوضح أيمن سلامة، إنه لذلك عند اغتيال قيادات أو وفاة القيادات السياسية وأيضا القيادات العسكرية الميدانية لهذه الجماعات المسلحة من غير فاعل الدول أو الميليشيات المسلحة في هذه الحالة لا يمثل فقدان القائد السياسي أو الميداني العسكري لهذه الجماعات إلا خسارة معنوية كبيرة كما لا يؤثر في عملية الإحلال والتبديل لهذه الجماعات المسلحة والمليشيات، خلافا للجيوش النظامية.
وبخصوص مسار التفاوض والوساطة، فأشار إلي أن من يتحدث حول سهوله التفاوض وأن هذا الرقم الصعب المؤثر الخطير - أي السنوار - فأن يإزاحة ذلك الرقم باغتيال السنوار سيمهد سريعا وبسهولة لعقد صفقة في قطاع غزة، فهذا الأمر يعد تخمينا أو تنجيما ويمثل ضرب من الخيال وأضغاث أحلام، مؤكدا أن حركة حماس ستستمر في القتال حتى تتوافر شروط عادلة لصفقة راجة ترضي حماس تتمثل في وقف إطلاق نار مستدام في قطاع غزة وتبادل للرهائن والأسرى الإسرائيلين لدى حماس مع العدد والشخصيات التي تطلبها حماس وليس إسرائيل التي تطلبها لتحريرهم من الأسر والاعتقال الإسرائيلي.