يعتبر جمال الغيطاني، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، أشهر أدباء ستينات القرن الماضي، عمل مراسلا حربيا في بداية حياته، وعاش أكثر من حرب، وعرف عنه أنه صاحب مشروع روائي فريد، استلهم فيه كتابة التراث المصري في كتاباته متأثرا بأستاذه الأديب الكبير نجيب محفوظ، قدم إلى عالم الأدب العربي روايات عدة وأعمالا خلدت اسمه في عالم السينما والدراما كما خلد من قبل في عالم الأدب.
الغيطاني أثرى المكتبة العربية بالعديد من الأعمال الروائية والغير روائية، ومن بين مؤلفاته الروائية: الزينى بركات، وقائع حارة الزعفراني، الزويل، رسالة البصائر فى المصائر، حكايات الخبيئة، هاتف المغيب، شطح المدين، وغيرها.
الغيطاني ولد في 9 مايو عام 1945، وبدأ مشواره المهني كرسام في عام 1963، ثم شغل منصب سكرتير الجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني الخان الخليلي، قبل أن يتحول إلى مراسل حربي عام 1969 لحساب مؤسسة أخبار اليوم، وفي عام 1974 انتقل إلى قسم التحقيقات الصحفية وبمرور 11 عامًا تمت ترقيته ليصبح رئيسًا للقسم الأدبي بمؤسسة الأخبار اليوم.
وأسس صحيفة أخبار الأدب المصرية عام 1993 وكان رئيسًا تحريريًا لها، وكانت أولى قصصه الأدبية عام 1959 بعنوان «نهاية السكير» تلتها أعمال أخرى بارزة مثل «أوراق شاب عاش منذ ألف عام»، «تجليات مصر»، «الزيني بركات»، «الرفاعي»، «وقائع حارة الزعفراني»، وقد ترجمت عدة مؤلفات له إلى أكثر من لغة؛ مما ساهم في انتشار أعماله عالميًا.
ونال الغيطاني عدة جوائز تقديرية من بينها جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980، وجائزة سلطان بن على العويس، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس.
انفتحت تجربته الفنية في السنوات الأخيرة على العمل التلفزيوني مع المحافظة على نفس ملامح رواياته، إذ كشف النقاب عن عالم آخر يعيش بيننا من المعمار والناس، ويعتبر الغيطاني من أكثر الكتاب العرب شهرة على شبكة الإنترنت إذ أن أغلب رواياته ومجموعاته القصصية متوفرة في نسخات رقمية يسهل تبادلها أضافت بعدا جديدا لهذا الكاتب الذي جمع بين الأصالة العميقة والحداثة الواعية.
كان جمال الغيطاني من «خبراء العمارة المعدودين ليس بالمعنى الأثري أو التاريخي ولكن بالمعنى الفلسفي والصوفي»، وقام بجولات وشارك في برامج تلفزيونية وقراءات ثقافية عميقة في شارع المعز والجوامع «والبيمارستانات»، والمدارس القديمة، واعتبر الغيطاني أن «العمارة أقرب الفنون للرواية»، وقال أنه استلهم منها كل طريقته في التفكير، حتى أنه ذكر عند تسلمه وسام العلوم والآداب الفرنسي من درجة فارس: «اهتمامي بالعمارة هو لأن الرواية بنيان وعشقي للموسيقى لأن الرواية إيقاع».