تمثل السيارات الكهربائية، تطورًا ثوريًا في صناعة السيارات، حيث تشهد ارتفاعًا في شعبيتها في العصر الحديث للأسباب نفسها التي كانت شائعة في بدايتها، فإن الطلب على السيارات الكهربائية سيستمر في الارتفاع مع انخفاض الأسعار وبحث المستهلكين عن وسيلة لتوفير المال عند محطات الوقود، خاصة مع الارتفاع المتزايد في أسعار المواد البترولية.
تاريخ السيارات الكهربائية
يُنسب اختراع المحرك الكهربائي إلى المهندس المجري أنيوس جيدليك، بينما يُنسب إلى الكيميائي والمهندس الاسكتلندي روبرت ديفيدسون ابتكار أول سيارة كهربائية في العالم، والتي تم عرضها للجمهور لأول مرة في معرض في أبردين عام 1839.
في عام 1897، كان أول المستخدمين التجاريين للعربات الكهربائية هم سائقو سيارات الأجرة في مدينة نيويورك؛ وفي نهاية المطاف، نما أسطول المدينة إلى أكثر من 60 سيارة أجرة كهربائية . ويقدر بعض المؤرخين أن حوالي ثلث السيارات في الشوارع الأمريكية في عام 1900 كانت كهربائية، بينما تزعم بعض المصادر أن مبيعات السيارات الكهربائية تفوقت على مبيعات السيارات التي تعمل بالاحتراق في عامي 1899 و1900. ومع ذلك، كانت هذه السيارات مخصصة لسكان المدن فقط، حيث كانت مداها وسرعتها القصوى في سن المراهقة.
السيارات الكهربائية في القرن العشرين
حدث انتعاش طفيف خلال أزمة النفط في السبعينيات، وظهرت السيارة الكهربائية بشكل غير عادي في عام 1971؛ وكانت المركبة القمرية الكهربائية أول سيارة يتم قيادتها على القمر، بمدى 57 ميلاً، وقد ظهرت الإصدارات الكهربائية من سيارةBMW 1600، التي تتميز بمحركات بوش بقوة 43 حصانًا ومكابح متجددة، في أولمبياد ميونيخ عام 1972 كمركبات دعم للماراثون.
عندما بدأت شركات تصنيع السيارات في العودة إلى المركبات الكهربائية في التسعينيات استجابة لتشديد القوانين البيئية، كانت منتجاتها تُنتج بأعداد صغيرة وكان معظمها تحويلات بدائية للنماذج التقليدية.
انتاج 1000 سيارة كهربائية
ومع ذلك، فقد منحنا هذا العصر لمحة عن المستقبل، ففي عام 1996، أطلقت جنرال موتورز سيارة EV1ــ أول سيارة كهربائية حديثة يتم إنتاجها بكميات كبيرة وتصنيعها خصيصا من قبل أحد اللاعبين الرئيسيين في الصناعة.
وقد تم إطلاقها بموجب برنامج تأجير، وتم إنتاج ما يزيد قليلا على 1000 سيارة، لكن الملحمة انتهت بالجدا، وعندما ألغت جنرال موتورز برنامج EV1في عام 2003، تم إزالة العديد من النماذج من الطريق وسحقها.
بدايات السيارة الكهربائية الحديثة في مصر
توجه العالم أجمع نحو الطاقة النظيفة، والتحول للأخضر من خلال صناعة السيارات صديقة البيئة خاصة السيارت الكهربائية، وبالطبع إن مصر جزء لا يتجزأ من العالم ونظرا لمواكبة هذا التطورالهائل فإن خطة الدولة في 2023 قضت بضرورة نشر ثقافة السيارات الكهربائية وإقامة البنية التحتية اللازمة ليس هذا فقط، وإنما تصنيع سيارات كهربائية تغزو السوق المحلية.
منذ ذلك الحين، تسللت السيارات الكهربائية إلى ضمير المستهلكين والصناعة ككل بفضل تقدم التكنولوجيا الهجينة، والإعانات الحكومية، واللوائح الجديدة، والمخاوف البيئية المتزايدة، والأهم من ذلك، التقدم التكنولوجي الكبير، خاصة في مجال البطاريات.
لقد ساعدت مثل هذه السيارات الكهربائية على التخلص من سمعتها كسيارة ثانوية في السنوات الأخيرة، وترسيخ نفسها كخطوة منطقية تالية، خاصة أن السيارات الكهربائية الحديثةسريعة وفعالة وعملية ورخيصة التشغيل، وأن الشحن أصبح أقل صعوبة مما كان عليه قبل بضع سنوات فقط.
ويمكن أيضًا أن يُعزى هذا التحول في الإدراك العام، جزئيًا على الأقل، إلى شركة تسلا، وهي شركة سيارات أحدثت اضطرابًا تامًا في السوق بسيارتها موديل إس عالية التقنية وطويلة المدى والشحن.
السيارات الكهربائية لمواجهة ارتفاع أسعار البنزين
هناك إهتمام كبير من الدولة على تصنيع السيارات الغاز والسيارات الكهربائية؛ مما يساهم في خفض الطلب على الطاقة، الذى تتزايد أسعاره بشكل كبير في ظل الظروف الراهنة وحرب روسيا وأوكرانيا وحرب غزة أيضا؛ كذلك الارتفاع المتزايد في اسعار المواد البترولية.
ولعل الحوافز التي تقدمها الدولة المصرية من خلال وقف الجمارك علي السيارات الكهربائية وتشجيع المواطن المصري علي التحويل من سيارة تعمل بالبنزين أو السولار إلي غاز، سوف يكون لهم مردود كبير علي تغيير ثقافة المستهلك المصري، ولا سيما لتوفرهما في مصر، وبالتالي فإن منح الدولة مجموعة من المزايا للمركبات والذي شمل أيضا كل أتوبيسات النقل العام كمرحلة أولى ثم التوسع في سيارات الأجرة والملاكى بعد ذلك، بالإضافة إلي نشر لمزيد من محطات الغاز في المحافظات والمدن لمزيدة من الإنتشار للسيارات الغاز علي مستوي المحافظات .