تركنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، ونهانا عن كل ما يعرضنا لغضب الله سبحانه وتعالى.
وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر العام، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى رَجُلًا شَعِثًا قَدْ تَفَرَّقَ شَعْرُهُ فَقَالَ : أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ ، وَرَأَى رَجُلًا آخَرَ وَعَلْيِهِ ثِيَابٌ وَسِخَةٌ ، فَقَالَ أَمَا كَانَ هَذَا يَجِدُ مَاءً يَغْسِلُ بِهِ ثَوْبَهُ. سنن أبي داود
وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن الأمر بالنظافة من التوجيهات الربانية الصمدانية لبني الإنسان؛ فالله – سبحانه وتعالى- جعل طهارة البدن والثياب والمكان شرطًا من شروط صحة الصلاة.
وأضاف «جمعة»، أن النظافة لها قيمة عالية جدًا في حياة البشر، يقول تعالى: «وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ»، (سورة المدثر: الآية 4)، ويقول أيضًا: «.. إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ»، (سورة البقرة: آية 222).
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن الله - سبحانه وتعالى- يحب التوابين إليه ويحب من يهتم بنظافة بدنه وثيابه ومكانه، وهو إذا يفعل ذلك ينفذ أمر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم- الذي أكد على أهمية النظافة في حياة كل مسلم حيث قال - عليه الصلاة والسلام: « نظفوا أفنيتكم».
وتابع المفتي السابق أن يبلغ الغاية في هذا ما أخرجه الترمذي من حديث رسول الله - صلى الله عليه سولم-: «إن الله طيب يحب الطيب ونظيف يحب النظافة»؛ فهذا قمة في بيان أمر النظافة.
وواصل أن الله غني عن عالم الأشخاص والأشياء والأحداث، فالرب رب والعبد عبد وهناك فرق بين المخلوق خلقة، ليس كمثله شيء ولا تركه الأبصار.
ونبه أن النظافة جزء لا يتجزء من الحياة السليمة والطيبة والصراط المستقيم؛ لذا يجب علينا جميعا أن نتمسك بها وإلا نسكت عن المنحرفين عنها ونضرب على أيديهم، فالنظافة مسألة مجتمع وأمة.
فيما أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الإسلامُ حث على النظافة والطهارة، واعتبرهما من صميم رسالته، وجزءًا من الإيمان، وأمر أتباعه بمراعاة أسبابهما في شتى المجالات.
كيف اهتم الإسلام بالنظافة والطهارة؟
وتابعت دار الإفتاء، أن النظافة والطهارة لهما من أثرٍ عميق في تزكية النفس وتمكين الإنسان من النهوض بأعباء الحياة.
ومن مظاهر اهتمام الإسلام، أنه حثَّ على نظافة البيوت والأماكن العامة وتطهيرها من النفايات والقاذورات، وكذا طهارة الملابس وجمال المظهر، وأيضًا نظافة الفم والأسنان من البقايا الضارَّة بصحة الإنسان... إلى غير ذلك من المظاهر.
الطريقة الصحيحة للغسل من الجنابة
عند الغسل من الجنابة لابد من النيّة، وذلك أن ينوي المسلم الطّهارة من الحدث، ثم التّسمية: وهي أن يقول المسلم "بسم الله الرّحمن الرّحيم"، وبعد ذلك غسل الكفيّن ثلاث مرّات، والسّبب في ذلك أنّ الكفيّن هما أداة غرف الماء، ثم غسل الفرج باليد اليسرى؛ وذلك لأنّ الفرج هو موضع الجنابة، فبغسله يتخلّص المسلم من الأذى والأوساخ العالقة به.
شرح كيفية غسل الجنابة
تنظيف اليد اليسرى ثمّ تدليكها بشدّة؛ وذلك للقيام بالتّخلص ممّا علق بها من أوساخٍ خلال غسل الفرج، وتطهيرها بالماء والصّابون، فهو يقوم مقام التّراب، ثم الوضوء: وغسل القدمين، ثم تعميم الماء في أصول الشّعر من خلال إدخال أصابعه بينهم، والقيام بالتّخليل إن كان الشّعر كثيفًا؛ حتّى يصل الماء إلى منبته، وينبغي إدارة الماء على الرّأس ثلاث مرّات بعد الانتهاء من تخليل الماء لأصول الشّعر، كما ينبغي إفاضة الماء وتعميمها على سائر الجسد مرّةً واحدة، ومن السّنة أن يدلّك بدنه، ويبدأ بالجهة اليمنى ثمّ الجهة اليسرى.
الوضوء قبل الغسل من الجنابة
الوضوء قبل الاغتسال فإنه سُنَّةٌ وليس فرضًا، بمعنى أن فعل الوضوء قبل الغسل فيه ثواب، ولكن تركه لا يفسد الغسل ولا يبطل صحته، فإذا نوى الإنسان رفع الحدث الأكبر والأصغر، أو أنه يغتسل ليصلي، كفاه غسله عن الوضوء.
فقدان الماء
فقد المياه إما فقد حقيقي وأما فقد حُكمي، فالحقيقي اى لا يوجد مياه والحُكمي هو وجود مياه ولكن هناك ضرر لاستعماله أو هو مخصص للشرب، ففى هذه الحالة يكون الماء منعدمًا حُكمًا وليس حقيقةً، وفى هذه الحالة يجوز التيمم اى يتيمم هذا الرجل عوضًا عن الغسل لكل صلاة حتى يجد الماء فيغتسل.