في اول زيارة منذ سنوات، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة، في وقت متأخر من أمس الأربعاء، لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين، في إطار جولة بالشرق الأوسط وسط مخاوف من مواجهة أوسع في المنطقة مع إسرائيل.
رغبة من طهران للاندماج فى المنطقة
في هذا الصدد قال أحمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إنها زيارة مهمة وتأتى فى توقيت حرج ودقيق للغاية فى ظل تخوف العالم من نشوب حرب إقليمية، وفى ظل إصرار إسرائيل على التصعيد ضد إيران وجر الولايات المتّحدة فى حرب مباشرة مع طهران، وبما أن دور مصر مهم ومحورى ويتمتع بثقل سياسى واستراتيجى كبير فى المنطقة، كان هناك حرص من إيران إلى إرسال وزير خارجيتها لبحث الأوضاع ومناقشتها.
وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" ان الأمر الآخر الذى يجب أن نضعه عين الاعتبار، أن هذه الزيارة على هذا المستوى تحدث لأول مرة منذ ٢٠١١، ما يعنى حرص إيران على تعزيز العلاقات والتشاور مع مصر فيما يدور بهدف تكثيف الجهود الدبلوماسية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، خاصة أن مصر لها جهود كبيرة وما زالت تواصل هذه الجهود لخفض التصعيد ومنعه، والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان.
وتابع: وأعتقد أن هذه الزيارة ستعمل على طرح تعزيز العلاقات الثنائية، ورغبة من طهران للاندماج فى المنطقة، وذلك كانت هناك جولة مكوكية لوزير الخارجية لايران لسوريا ولبنان والعراق والاردن لبحث كافة الملفات الفاعلة فى كثير من القضايا الإقليمية، ثم يأتى إلى مصر باعتبارها قوة اقليمية كبيرة، وسياستها قائمة على التوازن والتعاون المتبادل بهدف عودة الاستقرار والهدوء للاقليم بعدما أصبح على برميل بارود قابل للاشتعال جراء التصعيد وكثرة الصراعات والنزاعات.
الاولى منذ 10 سنوات
وكان استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي الخميس، وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، وذلك بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج .
وركز اللقاء على استعراض التطورات الجارية بالمنطقة، حيث أكد الرئيس السيسي الموقف المصري الداعي لعدم توسّع دائرة الصراع وضرورة وقف التصعيد، للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة، ستكون ذات تداعيات خطيرة على أمن ومقدرات جميع دول وشعوب المنطقة، وأكد السيد الرئيس في هذا السياق ضرورة استمرار وتكثيف الجهود الدولية الرامية لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ووقف الانتهاكات والاعتداءات في الضفة الغربية، وإنفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة والكافية لإنهاء المعاناة المتفاقمة للمدنيين .
من جانبه، أعرب الوزير الإيراني عن تقدير بلاده للجهود المصرية المستمرة لتحقيق الاستقرار والأمن بالمنطقة، مشيداً بالدور المصري في ذلك الصدد على جميع المسارات. كما نقل وزير خارجية إيران تحيات وتقدير الرئيس "مسعود بزشكيان" للسيد الرئيس، وهو ما ثمنه السيد الرئيس، وتم الاتفاق على أهمية استمرار المسار الحالي لاستكشاف آفاق التطوير المشترك للعلاقات بين الدولتين .
ووصل الوزير الإيراني إلى القاهرة آتيا من عمّان، في إطار جولة إقليمية يجريها شملت أيضا لبنان وسوريا والعراق والسعودية وقطر وسلطنة عمان.
وتأتي الجولة في ظل تهديد إسرائيل بالرد على هجوم صاروخي إيراني استهدفها في الأول من أكتوبر، وتوعّد طهران بالرد على أي اعتداء يطالها.
وكانت مصر استضافت ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في زيارة رسمية.
ومن القاهرة، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي إلى وقف التصعيد في المنطقة.