في ظل التصعيد المستمر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تتسارع وتيرة العمليات العسكرية مع تزايد الانخراط الإسرائيلي في الجنوب اللبناني. ورغم تأكيد إسرائيل في البداية أن عملياتها البرية ستكون "محدودة وقصيرة"، إلا أن التطورات الميدانية تشير إلى عكس ذلك، حيث تستمر تل أبيب في زيادة عدد فرقها العسكرية المشاركة في العملية البرية.
الفرقة 210 تتوغل في مزارع شبعا
وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل زادت عدد الفرق العسكرية المشاركة في العمليات البرية جنوب لبنان لتصل إلى خمس فرق، حيث انضمت الفرقة 210 مؤخراً إلى العمليات الجارية في مزارع شبعا بالقطاع الشرقي من الحدود مع لبنان.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن كان الجيش الإسرائيلي قد بدأ في الأول من أكتوبر الجاري عمليته البرية في المنطقة، مشيراً في البداية إلى أن هذه العمليات ستكون "محدودة وقصيرة". ومع ذلك، دفع الجيش بمزيد من القوات، ليشمل الآن خمس فرق، وهي: الفرقة 98، الفرقة 36، الفرقة 91، الفرقة 146، وأخيراً الفرقة 210.
ورغم عدم إعلان الجيش الإسرائيلي عن عدد الجنود المشاركين بشكل رسمي، تشير تقديرات إلى أن عددهم لا يقل عن 40 ألف جندي. تأتي هذه التقديرات بناءً على المعلومات العسكرية المتعارف عليها، حيث تضم كل فرقة حوالي 10 آلاف جندي. بالإضافة إلى ذلك، تشارك القوات الجوية والبوارج البحرية الإسرائيلية في هذه العمليات.
يذكر أن أولى العمليات البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان بدأت من خلال الفرقة 98، ومن ثم توالى ضم فرق ووحدات أخرى لتعزيز هذه العمليات.
من جانبه، قال أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، الدكتور جهاد أبو لحية، إن إسرائيل تتبع أهدافًا واستراتيجيات متعددة في عملياتها العسكرية في لبنان. موضحًا أن إسرائيل تسعى، من خلال توسيع عملياتها البرية، إلى التوغل لأبعد مدى ممكن باستخدام الدبابات تحت غطاء جوي مكثف من الطائرات الحربية، وذلك بهدف دفع حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني بالقوة.
وأضاف أبو لحية في تصريحات لـ “صدى البلد”، أنه يوجد نية واضحة لدى إسرائيل للبقاء داخل الحدود اللبنانية وعدم الانسحاب، سعياً لتحقيق هدفها الأساسي المتمثل في إعادة المستوطنين إلى شمال إسرائيل.
وأشار أبو لحية إلى أن إسرائيل حشدت 5 فرق عسكرية، منها الفرقة 210 التي تم ضمها مؤخرًا، بهدف فرض حصار شامل على الحدود اللبنانية والتقدم من عدة محاور لتحقيق اختراق عسكري. ومع ذلك، تواجه هذه القوات مقاومة قوية من حزب الله، الذي يعرقل أي محاولات لتقدم قوات الاحتلال.