في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والتراشق بالتهديدات بين إيران وإسرائيل، برزت تصريحات من مسؤولين إيرانيين تشير إلى استعدادات عسكرية متقدمة، ما يثير العديد من التساؤلات حول النوايا الحقيقية لطهران في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.
ضرب مفاعل ديمونة
أكد إبراهيم رستمي، المسؤول السابق في الحرس الثوري الإيراني، أن بلاده مستعدة لاستهداف مفاعل "ديمونة" الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن إيران تمتلك مفاجأة استراتيجية "تتفوق على السلاح النووي" من حيث أهميتها، في تصريحاته يوم الثلاثاء، أوضح رستمي أن “الحرس الثوري أجرى تدريبات عسكرية تحاكي استهداف مفاعل ديمونة في إسرائيل”، وأضاف: "لدينا مفاجأة كبرى سنحتفظ بها حتى تحين ساعة الصفر".
من جانب آخر، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن طهران ترفض أي حرب في المنطقة أو تصعيد إقليمي، لكنها شددت على أن إيران "لن تتنازل عن مصالحها الوطنية". وأوضحت مهاجراني أن "الرد الإيراني الأخير على إسرائيل كان جزءًا بسيطًا من القوة العسكرية والصاروخية الإيرانية"، مؤكدة أن إيران مستعدة لتنفيذ هجمات أكبر وأكثر شمولاً في المستقبل "في الوقت والمكان المناسبين، دون تردد أو تهاون".
هذه التصريحات تأتي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترات متزايدة بين إيران وإسرائيل، مع استمرار التهديدات المتبادلة والتصعيد العسكري بين الطرفين.
ومن جانبه، قال أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، الدكتور جهاد أبو لحية: "إن التصريحات الإيرانية الأخيرة، التي تشير إلى أن أي ضربة إسرائيلية لإيران ستقابل برد أشد من السابق، تعكس امتلاك الإيرانيين أسلحة قوية لم تُكشف بعد، نجاح صواريخ إيران في اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية خلال الهجوم الأخير يشكل إنجازًا مهمًا لإيران، وهو رسالة خطيرة لكل من إسرائيل والولايات المتحدة".
وأضاف أبو لحية في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الرد الأمريكي تمثل في إرسال منظومة الدفاع "ثاد" إلى إسرائيل بعد فشل الدفاعات الإسرائيلية في التصدي لهذا الهجوم، ما يظهر أهمية الرسالة التي تلقتها واشنطن وتل أبيب.
وأكد الدكتور أبو لحية أن التصريحات الإيرانية الجريئة قد تكون مؤشراً على اقتراب إيران من تصنيع سلاح نووي، وهو ما يفسر الثقة المتزايدة لدى قادة إيران في الآونة الأخيرة، إذ لم يكن من المعتاد أن تُصدر إيران تصريحات بهذه القوة من قبل.