قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

صفوت عمارة يكتب: خلق السماحة له أثر عظيم في تكفير الذنوب

×

حرصت الشريعة الإسلامية على إقامة العلاقات الطيبة بين الناس في جميع المعاملات، ومفهوم خلق السماحة يرجع إلى التيسير والاعتدال؛ فهي تحوي بداخلها أخلاقًا كثيرة، من الجود واللين، وطيب التعامل، وحسن العشرة، وبذل الحقوق، وترك المشاحة، وانشراح الصدر، وبشاشة الوجه، وصدق التعامل، ورحمة بجميع خلق اللَّه تعالى، ولقد عرف الجرجاني السماحة في كتاب التعريفات بأنها «بذل ما لا يجب تفضلًا»، وعندما يتأمل الإنسان حق التأمل سيرى السماحة واليسر جليين في الأوامر والنواهي التي جاء بها الإسلام قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُم اليُسرَ وَلا يُرِيدُ بِكُم العُسرَ} [البقرة: 185].

التسامح قيمة عظيمة، وأحد المبادئ الإنسانية، وتتجلى عظمة الإسلام في إرساء دعائم المواطنة، وغرس قيم التسامح الديني والتعايش السلمي المشترك بين الأديان منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، فوضع الحقوق والواجبات التي تحقق المساواة دون أي تمييز، ودعا إلى مجادلتهم بالحسنى، وأقر بحق الاختلاف، وحرية التعبد والاعتقاد وممارسة الشعائر والطقوس الدينية، قال تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) [البقرة: 256]، ولقد دعا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بالرحمة لمن تحلى بخلق السماحة؛ فعن جابرٍ بن عبدالله رضي الله عنهما، أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «رحم اللَّهُ عبدًا سمحًا إذا باع سمحًا إذا اشترى سمحًا إذا اقتضى» وفي رواية «وإذا قضى» [رواه البخاري]، وفي هذا الحديث يدعو النبي بالرحمة لهؤلاء المتسامحين، مما يؤذن برضا اللَّه عنهم ووصول جزيل الأجر والثواب إليهم بسبب التسهيل والتنازل والتغاضي وعدم الشدة والتصلب في الأمور، وبخاصة في أربع حالاتٍ هي: البيع والشراء والاقتضاء والقضاء.

إنَّ السماحة لا تعنى الضعف والهوان، فالإسلام يأبى الضيم ويرفض لأتباعه الذل والهوان؛ بل السماحة تعنى العزة والكرامة، وهي من مكفرات الذنوب؛ فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا ، فتجاوز اللَّه عنه» [رواه البخاري]، وعن خلق السماحة بين البائع والمشتري قصة من صاحب جرة الذهب؛ فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أنّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «اشترى رجلٌ من رجلٍ عقارًا له، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرةً فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار: خذ ذهبك مني إنما اشتريت منك الأرض ولم ابتع منك الذهب، وقال الذي له الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجلٍ، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولدٌ؟ قال أحدهما: لي غلامٌ، وقال الآخر: لي جارِيةٌ، قال: أنكحوا الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسهما منه وتصدقا» [البخاري ومسلم].