أكدت جامعة الدول العربية، أن التربية الإعلامية من أبرز القضايا المدرجة خلال السنوات القليلة الماضية على أجندة مجلس وزراء الإعلام العرب وهياكله والمنظمات الإعلامية التي تعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية من منطلق التوجه الواثق نحو تطوير المنظومة الإعلامية العربية بدءا بتنمية قدرات الفهم والتحليل والتأهيل في التعامل مع وسائل الإعلام والوسائط الرقمية.
جاء ذلك في كلمة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير أحمد رشيد خطابي، في أعمال الإجتماع الاول لفريق العمل المعني بوضع استراتيجية عربية للتربية الاعلامية و المعلوماتية، الذي تنظمه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قطاع الإعلام و الإتصال (ادارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الاعلام العرب) وذلك على مدار يومي يومي 15-16 أكتوبر، برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية.
وقال السفير خطابي، إن هذا الاجتماع يأتي تنفيذا لقرار مجلس وزراء الاعلام العرب رقم.ق/ 552 في دورته العادية ٥٤ التي عقدت في شهر مايو الماضي في العاصمة البحرينية المنامة، والذي حدد تشكيلة الفريق من ممثلي الدول الست الاعضاء ( الإمارات، العراق، الكويت، المغرب، اليمن ) والمنظمات ذات الاختصاص برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية، وأسند للفريق مهمة وضع مشروع استراتيجية للتربية الإعلامية والمعلوماتية.
وأوضح أن الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب طلبت من الدول الاعضاء تنفيذا للقرار رقم 535 الصادر عن دورة مجلس وزراء الاعلام بالرباط في يونيو 2023 بشأن تزويدها بالتجارب والمبادرات الوطنية المتعلقة بالتربية الاعلامية في افق اعداد إستراتيجية عربية للتربية الاعلامية وتلقت ردودا بشأن هذا الموضوع، ونظمت عدة فعاليات علمية بما في ذلك الندوة التي عقدت في فبراير الماضي بمقر "الايسيسكو " بالرباط، والمؤتمر المنظم برعاية الامين العام للجامعة العربية بين "اليونسكو" والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بشراكة مع مؤسسات جامعية دولية في أبريل الماضي حول ثقافة السلام ومخاطر التضليل الإعلامي ،فضلا عن الاطلاع بشكل ميداني على التجربة الأردنية عبر زيارة المركز الوطني لتطوير المناهج ومعهد الإعلام بالأردن والتعاون القائم مع كل من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والمعهد العالي للإعلام والاتصال بالمغرب.
وشدد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ان تعددية وتنوع التجارب الوطنية وإسهامات الدول العربية القيمة ستشكل مصدر ثراء للوثيقة الاستراتيجية التي سيعمل الفريق على اعدادها وفق رؤية عربية تشاركية منسجمة تكرس الحاجة لإدراج الإعلام التربوي في المنهاج التعليمي العربي وخاصة بالمعاهد الإعلامية المتخصصة، ودوره الفعال في تعزيز المواطنة الرقمية وترسيخ الحق في الاتصال، وتأهيل الشباب لممارسات تواصلية قانونية وآمنة ومسؤولة ترتكز على تعميق القدرات النقدية للتعامل مع مضامين الخطابات الإعلامية في ظل تدفق الاخبار الزائفة وخاصة في ظروف الأزمات والكوارث والنزاعات ، وعلى تنمية الوعي لدى الشباب بمخاطر العنف والتطرف والإرهاب .
وأشار إلى ان انعقاد هذا الاجتماع قبيل انطلاق الأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية في 24 من هذا الشهر بالأردن يعطي اشارة واضحة على الارادة العربية لمواجهة التحديات المرتبطة بالإعلام التربوي في ضوء التحولات الاعلامية والرقمية في عالم اليوم الذي نسعى للانخراط فيه بفعالية ومصداقية وطموح.