قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

مولد السيد البدوي 2024 .. من هو وما هي ملامح طريقته الصوفية؟

السيد البدوي
السيد البدوي
×

تواصل الطرق الصوفية احتفالاتها اليوم الأحد، بذكرى مولد السيد البدوي، بمدينة طنطا؛ والتي بدأت الجمعة الماضية وتختتم الخميس المقبل، وتحرص الخدمات الصوفية على مدى أسبوع بتوزيع النفحات والشربات وإقامة الحضرات والمدائح النبوية، فمن هو السيد البدوي؟

من هو السيد البدوي ؟

السيد البدوي هو أبو العباس شهاب الدين أحمد البدوي الحُسيني رضي الله عنه وأرضاه، المولود في فاس بالمغرب عام [596هـ]، والمتوفى في طنطا بمصر عام [675هـ]، المتصف بالصفات القويمة، والملقب بالألقاب الكريمة؛ كشيخ العرب، وأبي الفتيان، والملثم، والسطوحي.

والسيد هو اللقب الملازم لاسمه الشريف، والذي صار في عرف أهل مصر عَلمًا عليه؛ بحيث ينصرف عند الإطلاق إليه، وهو ممَّن تربَّع على عرش الولاية الربانية، والوراثة المحمدية، وشهرته تغني عن تعريفه، وبركة سيرته تكفي في توصيفه، فهو قطب أقطاب الأولياء، وسلطان العارفين الأصفياء، وركن أقطاب الولاية لدى السادة الصوفية، وإليه تنسب الطريقة الأحمدية البدوية.

فأما نسبُه الشريف إلى سيدنا الحسين سبط النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فهو ثابتٌ بلا شك ولا ارتياب، باتفاق المؤرخين وعلماء الأنساب؛ كالشيخ يونس أزبك الصوفي، والمؤرخ المقريزي، والحافظين السخاوي والسيوطي، والعارف الشعراني، والعلامة الزبيدي وغيرهم، بل على ذلك إجماع كل مَن ترجم له: إما أن يذكر نسبتَه أو يلقبه بالسيد أي أنه من السادة الأشراف بلا خلاف.

نسب السيد البدوي

السيد أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن عمر بن علي بن عثمان بن حسين بن محمد بن موسى بن يحي بن عيسى بن علي بن محمد بن الحسن بن جعفر بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الُحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان عليهم السلام.

وقد تواتر نسبه الشريف، وأطبق على صحته عدول الأمة ومؤرخوها ونُسَّابها، وألف معاصرُه الشيخ يونس بن عبد الله أزبك الصوفي رسالة مفردة في إثبات نسبه الشريف، وأثبت فيها أنه شهد على صحتها أشرافُ أهل المدينة المنورة ونُقباؤُها في زمنه؛ قال: [وكلُّهم يشهدون بذلك شهادةً لا يشكُّون فيها ولا يرتابون منها، وكفى بالله شهيدًا] اهـ، وقد نقلها بكمالها العلامةُ عبد الصمد بن عبد الله الطندتائي [ت: بعد 1028هـ] في كتابه "الجواهر السنية في النسبة والكرامات الأحمدية" (ص: 32-40، ط. مكتبة الثقافة الدينية)، وقال: [وتداولها الناس من لدن عصره إلى وقتنا هذا، وكثرت واشتهرت] اهـ.

وكان رضي الله عنه يحمل وثيقة نسبه معه؛ تشرفًا بالانتساب لعظيم الجناب صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يطعن في نسبه الشريف أحد قط، فهو نسب مجمع على صحته، متفق على وثاقته.

وأمّا أمه: فهي حفيدة الإمام العارف أبي مدين الغوث رضي الله عنه؛ وهي: السيدة فاطمة بنت محمد بن أحمد بن عبد الله بن مدين بن شعيب الأنصاري رضي الله عنهم وأرضاهم.

نَسَبٌ كأنَّ عَلَيهِ مِن شَمسِ الضُّحَى *** نُورًا ومِنْ فَلَقِ الصباحِ عَمودا

مـــا فيهِ إِلَّا سَـــيدٌ مِن سَـــيِّدٍ *** حـــازَ المكارم والتُّقى والجُودا

المذهب الفقهي للسيد البدوي

السيد أحمد البدوي رضي الله عنه عارفٌ إمامٌ مقرئٌ فقيهٌ من كبار علماء الأمة؛ فقد كان فقيهًا على مذهب الإمام الشافعي، وكان معتنيًا بكتاب "التنبيه" للشيخ أبي إسحاق الشيرازي [ت: 476هـ]؛ كما قاله العلامة الحلبي في "النصيحة العلوية" (ص: 95، ط. المكتبة الأزهرية للتراث)، وكان في العلم بحرًا لا يُدرَك له قرارٌ؛ كما قال معاصره الشيخ العارف عبد العزيز الديريني [ت: 694هـ]، وترجمه الأئمة في طبقات فقهاء الشافعية؛ كما صنع شيخ الإسلام عبد الله الشرقاوي [ت: 1227هـ] في كتابه "التحفة البهية في طبقات الشافعية" (ق: 187أ، خ. برلين)، وله مصنفات في الفقه بقيت منها "رسالة في الفرائض" محفوظة في "مخطوطات أوقاف المشهد الزينبي" و"المكتبة الأزهرية"، وكان يحفظ القرآن؛ كما ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في ترجمته، ويقرؤه بالقراءات السبع المتواترة -كما ذكر معاصرُه الإمامُ العارف أبو السعود بن أبي العشائر الواسطي [ت: 644هـ] فيما نقله عنه صاحب "الجواهر السنية" (ص: 24)-، وتسلَّك بالشيخ بري، عن الشيخ أبي نعيم، عن الإمام السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه [ت: 570هـ] -كما ذكر العلامة ابن الملقن في "طبقات الأولياء" (ص: 422، ط. مكتبة الخانجي)-، وأخذ الطريقَ عن العارف عبد الجليل بن عبد الرحمن النيسابوري -كما نقله العلامة الحلبي عن أخيه العارف السيد حسن في "النصيحة العلوية" (ص: 96)، وذكره الشيخ أزبك الصوفي؛ فيما نقله صاحب "الجواهر السنية" (ص: 42-43)-، وتلقَّنه عن الإمام القطب عبد السلام بن مشيش الحسني [ت: 626هـ] -كما أسنده المحدِّث ابنُ عَقِيلَةَ في "مسلسلاته" (ص: 86، ط. البشائر الإسلامية)-، وروى عنه الصلاةَ المشيشية -كما في إسناد العلامة التاودي ابن سودة [ت: 1209هـ] الذي أورده تلميذه الشيخ الحوّات في "الروضة المقصودة والحلل الممدودة في مآثر بني سودة" (ص: 332، ط. مكتبة ابن سودة)-، واجتمع بالإمام القطب أبي الحسن الشاذلي [ت: 656هـ] -كما حققه العلامة الحافظ محمد مرتضى الزبيدي في رسالته "رفع النقاب عن اتصال السيد البدوي بقطب الأقطاب أبي الحسن الشاذلي قدس الله سرهما" ونقله عنه الكمال الحلبي في "تبيان وسائل الحقائق" (1/ ق: 47أ-49أ مخطوط)-؛ فهو رضي الله عنه من صدور علماء الأمة العاملين، وكبار أوليائها الصالحين، وعارفيها المعتقَدِين، وأئمة آل البيت الطاهرين.

وهو من شيوخ التلقين بشهادة التوحيد؛ يتسلسل عنهم الإسناد بذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقَبِلَ السادةُ الصوفيةُ ذلك واعتمدوه؛ كما فعل مُسنِدُ أهل زمانه علامة الحجاز ومحدِّثُه الإمام ابن عَقِيلَةَ [ت: 1150هـ] في "مسلسلاته" (ص: 86)؛ فذكر أنَّ السيد البدوي رضي الله عنه يروي حديث التلقين بكلمة: "لا إله إلا الله" عن القطب عبد السلام بن مشيش، عن الشيخ أبي مدين، عن الإمام أبي يعزى. قال: [وقد نقل هذا الحديثَ الشيخ يوسفُ العجميُّ الكوراني في بعض رسائله، ولم تزل السادة الصوفية يتلقونه بالقبول في سائر الأعصار والدهور] اهـ.

مبادئ طريقة أحمد البدوي

أرسى السيد البدوي رضي الله عنه طريقته على الكتاب والسنة، والتزام الواجبات الشرعية؛ فكان من وصاياه -فيما نقله العلامة النور الحلبي في "النصيحة العلوية" (ص: 159)-:

[طريقتنا هذه مبنيةٌ على الكتاب والسنة، والصدق والصفا، وحسن الوفا، وحمل الأذى، وحفظ العهود.. وأن يحافظ الفقير على الصلوات الخمس مع الجماعة في أوقاتها، مع الإتيان بشروطها وواجباتها وآدابها، وقد قيل: الصلوات الخمس سلسلة تجذب النفوس إلى مواطن العبودية؛ لأداء حق الربوبية، وقد قيل في تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾: إن الصلوات يذهبن الخطيئات. وأن يحافظ على نوافل العبادات، خصوصًا ما كان منها من المؤكَّدات..] اهـ.

وكان رضي الله عنه على الغاية العليا من الفتوة والشهامة والكرم، والرحمة وجبر الخواطر؛ يوصِي بإطعام الطعام في كل حين، والإحسان إلى الضعفاء والمساكين، ورعاية الأيتام والمحتاجين، وإكرام الغرباء والوافدين، وحسن الخُلُقِ مع الخَلْق أجمعين؛ ففي وصاياه لخليفته سيدي عبد العال -كما في "النصيحة العلوية" (ص: 151)-: [واعلم يا عبد العال أن الله تعالى قال في كتابه المكنون: ﴿إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ [النحل: 128]، يا عبد العال! أشفق على اليتيم، واكس العريان، وأطعم الجائع، وأكرم الغريب والضيفان؛ عسى أن تكون عند الله تعالى من المقبولين؛ لأن ما عاملت به الخلقَ: يعاملك به الحق، وما عاملت به الحقَّ: يعاملك به الخلق؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ﴾ [الأنعام: 139]، وقد قيل: كن للنَّاس كما تحب أن يكونوا لك] اهـ.

مكانة أحمد البدوي وخلفاؤه عند العلماء والأمراء والحكام

السيد البدوي رضي الله عنه هو من الأولياء الذين كتب الله لهم القبول في الأرض عند العامة والخاصة؛ فقد كان معظَّمًا عند العلماء والأمراء، والأغنياء والفقراء، مُهابًا عند الحكام والمحكومين، مُعْتَقَدَ الولايةِ في الحياة وبعد الممات، ودخل مصر فحصل له القبول التام عند العلماء والحكام، والخواص والعوام.

فكان الملك الظاهر بيبرس البُندُقْدَاري [ت: 676هـ] يستقبله ويكرمه وينزله في دار الضيافة الملكية، وكان يسافر لزيارته في طنطا؛ قال الإمام الشعراني في "الطبقات الوسطى" (ق: 103أ، مخطوط راغب): [ولمّا دخل سيدي أحمد إلى مصر خرج الملك الظاهر بيبرس أبو الفتوحات هو وعسكرُه فتلقوا سيدي أحمد، وأكرموه غاية الإكرام، وأنزله في دار الضيافة، وكان ينزل لزيارته لما أقام بناحية طندَتا، وكان يعتقده اعتقادًا عظيمًا] اهـ.

ويقول العلامة المؤرخ علي باشا مبارك [ت: 1311هـ] في "الخطط التوفيقية" (13/ 49، ط. المطبعة الأميرية): [وكان في حياته معظَّمًا مُعتقَدًا عند الناس محبوبًا فيهم، مشهورًا في الآفاق، تعلوه هيبة ووقار، وكان الملك الظاهر أبو الفتوحات بيبرس البندقداري يعتقده ويبالغ في تعظيمه] اهـ.

وكان السلطان الأشرف أبو النصر سيف الدين قايتباي المحمودي [ت: 901هـ] يزور ضريح السيد أحمد البدوي رضي الله عنه؛ كما في "نيل الأمل في ذيل الدول" (7/ 336، ط. المكتبة العصرية).

وكان خلفاء السيد البدوي رحمهم الله معظَّمين عند الحكام؛ قال العلامة الغزي [ت: 1061هـ] في ترجمة شيخ الأحمدية بدر الدين الصعيدي [ت: 928هـ] من "الكواكب السائرة" (1/ 27-28، ط. دار الكتب العلمية): [وكان مقبول الشفاعة في الدولتين، مسموع الكلمة عند ملك الأمراء فمَن دونه، وكان إذا دخل على نائب مصر انتصب له قائمًا، وانفرد به وقضى حوائجه، وقبل شفاعته، واعتبر كلامه، وأظهر ذلك بين خواصه وجماعته، وجعله أبًا له، وكان يقطع خصومات، وينفذ أمورًا لا يقدر عليها غيره، وكان يستخلص من القتل، وكان عليه السكينة والمهابة] اهـ.

وكتب الله لطريقته الأحمدية القبول في الأمة المحمدية، وكان له بمكة المكرمة زاويتان؛ كما يقول محدِّث الحجاز العلامة أبو البقاء العجيمي المكّي [ت: 1113هـ] في كتابه "خبايا الزوايا لأهل الكرامات والمزايا" (ق: 5أ، مخطوطة دار الكتب المصرية)، واستمرت زاويته وزاوية والده قائمة إلى وقت قريب، ووُقفت عليها الأوقاف، وتولى نِظارَتَها أهلُ بيت الإفتاء في مكة؛ كما يذكر قاضي مكة ابن مرداد الحنفي [ت: 1343هـ] في "المختصر من نشر النور والزهر" (ص: 370، ط. عالم المعرفة).

وبلغ من عظيم منزلته ورفيع درجته واتفاق العامة والخاصة على محبته: أن صارت محبتُه أمارةً على الصلاح والخيرية في الدين عند العلماء والمؤرخين؛ فرأيناهم لا يختلفون إذا ترجموا للأعيان على مدح صحة الاعتقاد في السيد أحمد البدوي رضي الله عنه أو دوام حضور مولده أو الانتساب له.

فهذا علّامة عصره الإمام الحافظ المؤرخ الشمس السخاوي [ت: 902هـ] يَعُدُّ اعتقادَ الولاية في السيد البدوي، والمواظبةَ على حضور مولده الشريف كل عام: مِن علامات الخيرية والديانة ومحمودِ الصفات وجميلِ الأفعال؛ فيقول في ترجمة خوند شكرباي [ت: 870هـ] زوجة السلطان خشقدم من كتابه "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع" (12/ 68-69، ط. دار مكتبة الحياة): [(شكرباي) الجركسية الناصرية الأحمدية زَوْجَة الظَّاهِر خشقدم.. وكانت منطوية على خير وَدين، محمودة الأفعال والأقوال، معتقدة فِي سيدي أَحْمد البدوي، متوجهة لمولده في كل سنة، رحمها الله وإيانا] اهـ.

وصار من مناقب الأعيان المترجَمين عند العلماء والمؤرخين: السفر السنوي إلى المولد الأحمدي، وعدَّ العلماء ذلك ممَّا يُذكَرُ فيُشكَر؛ حتى إنهم وثَّقُوا سفر السيدة المذكورة إلى المولد الأحمدي على جهة المدح والإكبار، وعدوه من الحسنات الكبار؛ كما صنع الحافظ السخاوي في "وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام" (2/ 746، ط. مؤسسة الرسالة)، ومثله الإمام زين الدين بن شاهين الظاهريّ الملطيّ الحنفيّ [ت: 920هـ] في كتابه "نيل الأمل في ذيل الدول" (6/ 143، ط. المكتبة العصرية).

بركات السيد البدوي على مدينة طنطا

السيد البدوي رضي الله عنه من الأولياء الذين عمّر الله بهم البلاد، وزكّى بهم العباد، فمنذ حلَّ في طنطا -عام 634 من الهجرة النبوية الشريفة- بدأت تعمر محلتها، وتزداد شهرتها، وتكثر أبنيتها، وتتسع عمارتها، وأصبح يقصدها القُصَّاد، ويرتادها الرواد، ويأتيها الزوار والعُبّاد؛ فازدهت عمرانًا بشريًّا، ومركزًا تجاريًّا، ومزارًا إسلاميًّا يُقصَدُ للاحتفال بالمولد النبوي فيه من جميع الأنحاء، وتُشَدُّ له الرحال من سائر الأرجاء؛ وصار ذلك -كما يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني فيما نقله عنه الإمام الشعراني في "الطبقات الوسطى" بخطه-: [يومًا مشهودًا؛ يقصده الناس من النواحي البعيدة، وشهرة هذا المولد في عصرنا تغني عن وصفه] اهـ.

قال العلامة على باشا مبارك في "الخطط" (13/ 50): [ويؤخذ من كلامه أنَّ أصلَ مولدِ السيدِ: مولدُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يُعمَل عنده، ويدل لذلك: أن وفاة السيد كانت في ثاني عشر ربيع الأول، وهو وقت عمل المولد النبوي] اهـ.

ومن بركات السيد البدوي على طنطا: أنها صارت بقدومه إليها بلدًا علميًّا سامقًا ومعهدًا قرآنيًّا باسقًا، وصار تدريس القرآن والعلم فيها عريقًا، وازدانت بالعلماء والقُرّاء بريقًا؛ فنشأت فيها حركة علمية، ومنظومة تعليمية، ومدرسة قرآنية، صار فيها الجامعُ الأحمديُّ شقيقَ الجامع الأزهر، وانتسب إليه فطاحل العلماء والأولياء، وتخرّج منه كبارُ الفقهاء وأعاظم القُرّاء الذين تربعوا على عرش القراءة القرآنية؛ بحيث اشتهر بين علماءِ مصرَ قولُهم: "العلم أزهريٌّ، والقرآنُ أحمديٌّ"، وهي مقولة يأثرها القراء وعلماء القراءات عن شيخ المقارئ المصرية وإمام أهل القراءة في عصره ومصره العلامة شمس الدين محمد المتولي الكبير [ت: 1313هـ].