شهدت رياضة الإبحار تطورًا تكنولوجيًا هائلًا في السنوات الأخيرة، حيث تحولت اليخوت المستخدمة في السباقات الكبرى إلى مركبات عائمة عالية الأداء تشبه إلى حد كبير سيارات الفورمولا 1.
ويُعتبر فريق “إينيوس بريتانيا” البريطاني مثالًا حيًا لهذا التطور، حيث نجح في التأهل لكأس أمريكا للإبحار بعد غياب استمر 60 عامًا، مستعينًا بتكنولوجيا متقدمة تُستخدم في تصميم وتصنيع سيارات السباق.
تعاون تكنولوجي مع مرسيدس
التعاون الوثيق مع فريق مرسيدس للفورمولا 1 واحد من أبرز جوانب التفوق التي يتمتع بها فريق إينيوس بريتانيا وهذا التعاون لم يكن محصورًا فقط في تكنولوجيا الدفع، بل شمل أيضًا الديناميكا الهوائية والمواد المستخدمة في تصنيع اليخوت.
ويوصف هذا التطور بكونه "ثورة" في عالم الإبحار، حيث تتداخل التكنولوجيات المستخدمة في البر والبحر، ما يمنح هذه اليخوت القدرة على الوصول إلى سرعات تصل إلى 50 عقدة، ما يعادل نحو 93 كيلومترًا في الساعة.
المنافسة في كأس أمريكا
يستعد فريق إينيوس بريتانيا لمواجهة فريق إيميريتس تيم نيوزيلندا في كأس أمريكا، أقدم مسابقة للإبحار في العالم، في 12 أكتوبر.
ويأمل الفريق البريطاني أن يُعيد الكأس إلى المملكة المتحدة بعد غياب طويل.
رغم التحديات التي يواجهها الفريق، إلا أن الروح المعنوية عالية، وفقًا لما قاله جايلز سكوت، أحد أفراد الطاقم، الذي وصف الوصول إلى هذه المرحلة بأنه إنجاز كبير بحد ذاته.
في سباقات الإبحار على هذا المستوى، يعد أي تحسين بسيط في الأداء أمرًا حاسمًا.
وأوضح سكوت، إذا كانت اليخوت المتنافسة تسير بسرعة 50 عقدة، فإن أي زيادة بمقدار عقدة واحدة قد تكون الفارق بين الفوز والخسارة.
استعدادات الفريق البريطاني
الفريق البريطاني لم يكتفِ بتطوير اليخوت فقط، بل استفاد أيضًا من الخبرات البشرية المحلية، حيث انضم أفراد من شرق إنجلترا إلى طاقم الفريق.
يُذكر أن اليخت تم تصميمه في براكلي، وتم اختباره في تيروستون، ما يعكس مدى الاعتماد على الخبرات الوطنية في الوصول إلى هذا المستوى من الأداء.
بين التكنولوجيا المتطورة والتصميمات الحديثة، أصبحت اليخوت العائمة جزءًا لا يتجزأ من سباقات الإبحار العالمية.
ومع دخول فرق مثل إينيوس بريتانيا على خط المنافسة في كأس أمريكا، يبدو أن مستقبل الإبحار سيشهد مزيدًا من الابتكارات التي قد تغير ملامح هذه الرياضة إلى الأبد.