تواصل الدولة المصرية جهودها في تطوير بنيتها التحتية، خاصة في مجالات الطرق والمواصلات، حيث يعد ذلك ضرورة أساسية تتبعها جميع الدول، خصوصاً المتقدمة منها.
محطة بشتيل
وقد افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، محطة قطارات صعيد مصر – محطة بشتيل، التي تقع في موقع متوسط بين محطتي سكك حديد رمسيس والجيزة.
من جانبه، قال الدكتور الحسين حسان، خبير التنمية المستدامة، إن افتتاح مشروع محطة بشتيل يُعد من أكبر المشروعات التي تنفذها الدولة، حيث تخدم المحطة أكثر من 11 محافظة، ويستفيد منها 36 مليون مواطن في صعيد مصر، مما يعني أنها تخدم تقريباً ثلث سكان البلاد، وتوفر لهم العديد من الخدمات الهامة.
وأضاف حسان لـ صدى البلد، أن الدولة قامت بإنشاء شبكة طرق جديدة بلغ طولها 7500 كيلومتر، وهو ما يعد نقلة نوعية وسط تحديات كبيرة تواجه العالم، مشيرا إلى أنه على الرغم من التأخير في بعض المشروعات، فإن مصر نجحت في إضافة 7500 كيلومتراً جديداً، ما يعكس تقدمًا كبيرًا في تطوير البنية التحتية.
وأكد أن مصر حققت نجاحات كبيرة في مجال التحول الرقمي، على سبيل المثال حصلت محافظة جنوب سيناء على جائزة التميز في التحول الرقمي، بعد أن تمكنت من ربط 9 مدن بنظام حوكمة واحد، ما يعكس التزام الدولة بتطوير المشروعات الرقمية لخدمة المواطنين وتحسين جودة حياتهم.
وتابع: التنمية المستدامة تهدف بشكل أساسي إلى تحقيق رفاهية المواطن بشكل كبير، وذلك من خلال تحسين جودة الحياة والخدمات المقدمة، وفي إطار الحوكمة المصرية، تم تفعيل العديد من المبادرات على المستوى المحلي، مثل إنشاء 45 مركزًا تكنولوجيًا يساهم في تعزيز كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأوضح خبير التنمية المستدامة، أن مصر قد أحرزت تقدمًا ملحوظًا في استخدام الطاقة النظيفة، مثل مشروع الطاقة الشمسية في أسوان، ومن أبرز المشروعات التي تساهم في ربط جنوب وشمال البلاد هو مشروع محطة بشتيل، التي تمثل حلقة وصل بين مناطق الصعيد والدلتا، مما يعزز من التواصل بين مختلف محافظات الجمهورية ويوفر خدمات متطورة للمواطنين.
تتواجد محطة بشتيل في محافظة الجيزة، التي تمثل بوابة لصعيد مصر، وتعد ملتقى لخطوط السكك الحديدية الرئيسية مثل "السد العالي - الإسكندرية - إمبابة"، و"المناشي"، و"القباري"، كما ترتبط المحطة بأربعة محاور رئيسية تسهل حركة التنقل منها وإليها، وهي: محور الفريق كمال عامر، شارع السودان، محور أحمد عرابي، ومحور 26 يوليو.
محطة قطارات صعيد مصر
وقال الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات، إنه لا شك أن محطة بشتيل مثل خطوة متقدمة نحو تحقيق نهضة حضارية في قطاع النقل، حيث تمثل أحد المشاريع الهامة التي جاءت لتخفيف الضغط على محطة مصر الرئيسية، التي كانت لفترة طويلة هي النقطة المركزية للسفر من وإلى الوجه القبلي، مع إنشاء محطة بشتيل أصبح هناك بديل فعال يتيح للمسافرين تجربة أكثر راحة وسرعة.
وأضاف الشافعي لـ صدى البلد، أنه تم تصميم محطة بشتيل وفق أحدث المعايير الهندسية الحديثة، بحيث تستوعب عددًا متزايدًا من المسافرين الذين يتجهون إلى صعيد مصر، تلك المحطة توفر تسهيلات عدة، بدءًا من خدمات النقل المريحة وانتهاءً بتعزيز انسيابية حركة القطارات نحو الجنوب.
وعن اختيار موقع بشتيل تحديدًا في محافظة الجيزة، أوضح أن هذا يرجع ذلك إلى كونها أقرب نقطة إستراتيجية للصعيد، دون الحاجة إلى عبور نهر النيل، هذا الموقع المثالي يسهل حركة النقل ويوفر الوقت والجهد على المسافرين، مما يجعل الرحلة أكثر سلاسة وكفاءة.
وأكد أن محطة بشتيل ليست مجرد نقطة عبور للركاب، بل هي محور رئيسي للرحلات المتجهة من الجيزة وحتى أسوان، مما يجعلها ركيزة أساسية في منظومة النقل المصرية، هذه المحطة تمثل إضافة قوية للاقتصاد الوطني، حيث تسهم في تعزيز حركة نقل البضائع والأفراد، وتسهيل التنقل بين مختلف المحافظات.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن محطة بشتيل تعد واحدة من المشاريع التي ستقدم خدمات جليلة للمواطنين، سواء من حيث تحسين جودة التنقل أو تقليل الضغط على محطات أخرى، وهو ما يجعلها خطوة مهمة نحو تطوير البنية التحتية في مصر.
وخلال تنفيذ محطة بشتيل، اهتمت الحكومة المصرية بتقديم كافة الخدمات التي يحتاجها الركاب، بدءاً من الحجز وحتى الوصول إلى مقاعدهم في القطارات، كما تم توفير احتياجاتهم أثناء فترة الانتظار، وتتضمن الخدمات المتاحة ما يلي:
- تمتد محطة بشتيل على مساحة تقدر بحوالي 239 ألف متر مربع (57 فدانًا)، وتستوعب 250 ألف راكب يوميًا.
- يضم المشروع مبنى المحطة الرئيسي بمساحة 31 ألف متر مربع، مع إجمالي مساحة بنائية تبلغ 112 ألف متر مربع، ويشمل المشروع أيضًا مبانٍ خدمية وورش صيانة وأرصفة، بالإضافة إلى خطوط سكك حديدية وعمارات استثمارية.
- يتكون المبنى الرئيسي من بدروم، جراج، طابق أرضي، وطابقين متكررين.
- ترتبط المحطة استراتيجيًا بوسائل نقل متنوعة مثل السكك الحديدية، الخط الثالث للمترو، المونوريل، والأتوبيسات الترددية على الطريق الدائري، مما يعزز من مستوى الخدمة المقدمة للركاب.
- تضم المحطة أربعة أرصفة لخدمة ركاب الوجه القبلي، منها خطوط مخصصة لأسوان والإسكندرية، وخطوط للمناورة والقطارات القادمة من الجنوب.
- تحتوي المحطة على 28 شباك تذاكر لتقليل الازدحام وتسهيل عملية الحجز.
- توفير عدد كبير من دورات المياه لخدمة الركاب أثناء انتظارهم.
- يوجد بالمحطة منطقة هرم زجاجي يبلغ ارتفاعها 40 مترًا في البهو الرئيسي.
- تم إنشاء مكاتب لخدمة العملاء والاستعلامات لمساعدة الركاب في إتمام إجراءاتهم والرد على استفساراتهم.
- يتضمن المشروع جراج متعدد الطوابق يسع حتى 100 سيارة، مع فصل مواقف السيارات الملاكي عن مواقف النقل.
- تم تخصيص مكان أسفل محور 26 يوليو الجديد ليكون موقفاً للحافلات، بسعة تصل إلى 20 حافلة.
- يضم المول التجاري في المحطة محال لبيع الأنتيكات، الملابس، والمطاعم، مما يوفر فرص عمل تزيد عن 7 آلاف فرصة مباشرة وغير مباشرة.
- تتميز المحطة بكونها محطة ذكية تبادلية، ذات طابع فرعوني، مزودة بشاشات إرشادية، بوابات تذاكر إلكترونية، كاميرات مراقبة، وخدمات متقدمة.
- المحطة مكيفة بالكامل، مزودة بخدمة Wi-Fi، ونظام حديث للإطفاء والإنذار.
- تحتوي المحطة على نفقين للسيارات ونفق للمشاة لربطها بمحاور النقل المحيطة.
وتحدث الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، أن شبكة سكك حديد مصر بدأت في عهد الخديوي عباس الأول عام 1851، وتم افتتاح أول خط بين القاهرة والإسكندرية عام 1854، ورغم التطوير المستمر على مدار 160 عامًا، إلا أن الشبكة لم تواكب المعايير العالمية والسلامة، وتم اعتماد خطة تطوير شاملة تشمل خمسة محاور: الوحدات المتحركة، البنية الأساسية، نظم الإشارات، تطوير الورش، والعنصر البشري.
وارتفعت طاقة نقل الركاب من 700 ألف راكب يوميًا في 2014 إلى مليون في 2024، مع خطط للوصول إلى 2 مليون بحلول 2030، كما زادت طاقة نقل البضائع من 4.5 مليون طن سنويًا في 2014 إلى 8 ملايين في 2024، والمستهدف 13 مليون طن بحلول 2030.
تم تنفيذ المشروع تحت إشراف الهيئة القومية لسكك حديد مصر، حيث تم بناؤها باستخدام الطراز الفرعوني لتكون على أعلى مستوى من الخدمات، مخصصة لخدمة أبناء الصعيد والوجه القبلي.